تواصلت أمس المعارك الضارية بين اريتريا واثيوبيا لليوم الخامس على التوالي، وشهدت "الحياة" اشتداد القصف المدفعي والجوي الاثيوبي على جبهة بادمي حيث أدى سقوط قنبلة انشطارية في بلدة مجاورة أول من أمس إلى مقتل أفراد أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص. وأكدت الحكومة الاريترية "مقتل 1500 عسكري اثيوبي وجرح ثلاثة آلاف آخرين، وأسر 20 جندياً في الهجوم الاثيوبي الفاشل أول من أمس على جبهة علي تنا - مرب". في أديس ابابا، قالت الناطقة باسم الحكومة سولومي تاديسي ل "الحياة" أمس إن القوات الاثيوبية "حققت انتصاراً كبيراً على جبهة صورونا وألحقت خسائر فادحة بالقوات الاريترية على جبهتي بادمي وشيرارو واستولت على منطقتي كونين وكونيتو ومحيطهما". وأكدت ان منطقة جيزا جيرلاسي لا تزال تحت سيطرة القوات الاثيوبية. لكن قائداً عسكرياً اريترياً على جبهة بادمي نفى في تصريحات إلى "الحياة" أمس أن تكون جيزا جيرلاسي سقطت في أيدي الاثيوبيين، وقال: "هذا كذب دأبوا عليه منذ بدء النزاع". وكانت القوات الاثيوبية بدأت أول من أمس باستخدام طائرات مقاتلة، وبدأت فجر أمس طائرات من طراز "انطونوف" قصفاً عشوائياً أصابت خلاله بلدة لعلاي ديدا بقنابل انشطارية أدت إلى وفاة أسرة كاملة من خمسة أفراد بينهم طفل في الثالثة فصلت رأسه عن جسده. ويسكن البلدة بضع مئات من الاريتريين الذين طردتهم الحكومة الاثيوبية ووصلوا إليها قبل شهر ونصف شهر، وعاودت القوات الاثيوبية القصف في الساعة السادسة مساء على بلدة بادمي التي تبعد 40 كيلومتراً عن الجبهة الأمامية. واستخدمت القوات الاثيوبية طائرات من طراز "ميغ" لكن القنابل سقطت على أطراف البلدة. وظل القصف المكثف بالمدفعية الثقيلة متواصلاً طوال الأيام الماضية بمعدل قذيفة كل عشر دقائق تقريباً، يتبادلها الطرفان. في باريس "الحياة"، ندد الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية فرانسوا ريفاسو أمس باستئناف المعارك بين اثيوبيا واريتريا. وقال إن باريس تدعو البلدين إلى العدول فوراً عن المواجهات واستئناف الجهود الديبلوماسية من أجل التوصل إلى مخرج لتطبيق الاتفاق الذي أعدته منظمة الوحدة الافريقية. وحض المواطنين الفرنسيين على تأجيل زياراتهم للمنطقة إلا في حال الضرورة القصوى. إلى ذلك أ ف ب، اعتبرت وزارة الخارجية الاثيوبية في بيان أمس ان السفير الاريتري في أديس ابابا غيرما اسمروم "شخص غير مرغوب فيه"، وعليه مغادرة اثيوبيا خلال 24 ساعة.