يبحث الحاكم العسكري لباكستان برويز مشرف في طهران، التي وصل اليها امس من البحرين، ملفات مهمة في طليعتها، كما لخصتها مصادر ايرانية مطلعة، القضية الافغانية واغتيال ديبلوماسيين ورعايا ايرانيين في افغانستان على أيدي حركة طالبان وفي باكستان على أيدي جماعات تمارس العنف الطائفي إضافة الى ملف تهريب المخدرات عبر الحدود الباكستانية والافغانية مع ايران التي أعلنت مقتل 2750 من قواتها في مواجهة مهربي المخدرات. وتضيف المصادر ان عدة بوادر مشجعة ظهرت اخيراً من باكستان نحو ايران، مما يعني ان محادثات الجنرال مشرف في طهران تتم في ظل أجواء ومعطيات جديدة، ستسفر عن نتائج مثمرة. وترافق وصول مشرف الى طهران مع لهجة ايرانية - باكستانية تشدد على "الأواصر التاريخية والجغرافية والدينية والثقافية المشتركة". وركز الاعلام الايراني على هذه التطورات المشجعة وأبرز ايضاً تصريحات للجنرال مشرف التي قال فيها إن زيارته لإيران تستهدف تجديد اتصالاته الشخصية "وكسب دعم ايران لما حدث داخل باكستان"، واصفاً العلاقة بين البلدين بأنها وثيقة للغاية. ونوه مشرف بالقواسم المشتركة الاقتصادية والتجارية خصوصاً في مجالات الطاقة والنفط والغاز وانابيب النفط. وأشار الى الفتور في علاقة طهران - اسلام اباد، ما بين صعود وهبوط، وقال: "علينا ان نكتفي بالصعود. فالدين محورنا المشترك والقوي... ونريد تقوية صلاتنا الاقتصادية لصالح الشعبين". وعن أفغانستان رأى ان هناك قناعة بأن الأهداف الاستراتيجية تتمثل في اعادة السلام الى المنطقة وافغانستان ودعم الشعب الافغاني لإعمار ما دمرته الحرب. مصادر ايرانية متابعة للشأن الباكستاني توقعت انخفاض حدة التوتر في علاقات البلدين، اذ ان للعسكر في باكستان نظرة ايجابية - تاريخياً - نحو ايران. صحيفة "كيهان" الايرانية دعت الجنرال مشرف الى "الاستفادة من دروس الماضي" و"الاخطاء السابقة" للحكومات السالفة والتي أدت برأي الصحيفة الى زعزعة الأوضاع الداخلية لباكستان، والى التوتر مع دول الجوار وخاصة ايران. ودعت الى بناء علاقات ثنائية وثيقة ومتوازنة، والوصول الى حل مناسب لعدد من القضايا والأزمات التي تشكل عقبة في تطور العلاقات الثنائية، ومنها "افغانستان وتجارة المخدرات التي تدعمها طالبان، وإنهاء التدخل العسكري المباشر لدعم طالبان، والعنف الطائفي في باكستان". والتقى الجنرال مشرف مساء امس الرئيس محمد خاتمي، على ان يلتقي مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي لاحقاً. يذكر ان الجنرال مشرف كان سيزور طهران قبل الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة نواز شريف منذ شهرين. وكان مشرف زار المنامة امس واطلع أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على المستجدات في بلاده وما اتخذ من اجراءات. وتطرقت المحادثات الى الاوضاع في جنوب شرقي آسيا. وحضر اللقاء من الجانب البحريني الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع. واشار مشرف الى ان زيارته البحرين تندرج في اطار استكمال جولته الخليجية التي زار خلالها اخيراً السعودية والامارات لتشرح وجهة نظر السلطة التنفيذية في باكستان حيال المتغيرات في هذا البلد. ومعروف ان انقلاباً عسكرياً قاده مشرف اطاح رئيس الوزراء نواز شريف الذي يحاكم الآن بتهمة التآمر. وأكد الشيخ خليفة بن سلمان خلال محادثاته مع مشرف والتي حضرها الشيخ سلمان بن حمد ان البحرين تعلق اهمية على "تعزيز علاقاتها مع باكستان". والتقى مشرف بعد ظهر امس في قصر الشيخ حمد عددا من افراد الجالية الباكستانية واطلعهم على الظروف التي مرت بها بلادهم، وادت الى تدخل الجيش الباكستاني لتسلم السلطة. كما اطلعهم على خطط السلطة التنفيذية لتطوير العلاقات مع الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة، مؤكداً لهم استقرار الاوضاع في باكستان ومطالباً اياهم بالتعاون مع الحكومة الجديدة. وكان رئيس وزراء البحرين وولي العهد في مقدم مودعي الجنرال مشرف لدى مغادرته المنامة في نهاية زيارته التي استمرت بضع ساعات.