أكد رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ان بلاده لن تركع لأي ضغط خارجي لقبول الخطة الافريقية لحل النزاع الحدودي بين بلاده واريتريا قبل اعادة صوغ الوثيقة، وذلك لضمان الحفاظ على سيادة البلاد. وقال في حديث اجراه معه التلفزيون الاثيوبي: "ان من اجاز مسودة الترتيبات الفنية في البداية هم من جهات مختلفة وليسوا اعضاء في منظمة الوحدة الافريقية". واشار الى ان خطة العمل فشلت في تحقيق ضمانات للسيادة الاثيوبية. واضاف زيناوي: "رؤساء الدول الافريقية والحكومات الاثيوبية فقط لديهم صلاحية تغيير الاقتراحات التي اجازتها قمتا اغادوغو والجزائر" الافريقيتان. واشار الى ان الترتيبات الفنية حُرِّفت وعُدّلت وان في امكان اثيوبيا ان تقبل بها في حال تضمنت اعادة الادارة المدنية الاثيوبية في المناطق الحدودية المتنازع عليها الى ما كانت عليه في السابق. واضاف ان المجتمع الدولي، خصوصاً بعض الجهات التي لم تدن، منذ البداية، "العدوان الاريتري، وليس لديهم دور فاعل لايجاد حل سلمي للازمة، هم الذين يحاولون الضغط على اثيوبيا للتوقيع على وثيقة لن تستمر طويلاً لحل الازمة". وقال زيناوي: "كان من الافضل ادراك تخوف اثيوبيا ووضع خطة العمل في اطار جوهر القضية بدلاً من لوي ذراع اثيوبيا للتوقيع على وثيقة الترتيبات الفنية … ان اثيوبيا تحاول توضيح موقفها للجهات التي تحاول الضغط عليها". وزاد: "ان الضغط وحده لن يحقق امنية الامن في المنطقة". وان بلاده لن تأبه لقبول نصائح بعض الجهات التي تشجع اريتريا لشراء اسلحة حديثة. واشار زيناوي الى ان اقتصاد البلاد مستقر نسبياً وسجل معدل النمو نسبة 6.3 في العام الماضي، على رغم ان حرب "العدوان الاريتري" كلف اثيوبيا نفقات اضافية، موضحاً ان اقتصاد اثيوبيا افضل بكثير من "اقتصاد اريتريا المتفتت". وناشد زيناوي المجتمع الاثيوبي زيادة مساهمته في جهود التنمية الى جانب الجهود الدفاعية وناشد "الاثيوبيين في اي مكان ان يلعبوا دوراً فاعلاً للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ القرار المناسب في الوساطة الديبلوماسية". يذكر ان اثيوبيا طلبت من رئيس الدورة الحالية للمنظمة الافريقية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة توضيح عدد من النقاط الواردة في الترتيبات الفنية التي وضعتها المنظمة في خطة "اطار العمل" لحل ازمة الحدود الاثيوبية - الاريترية سلماً، وذلك في بداية آب اغسطس في الجزائر. الى ذلك علمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي عربي ان وزير المالية الاثيوبي سفيان احمد نقل رسالة خطية من زيناوي الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تتعلق بتطورات الازمة الحدودية الاثيوبية - الاريترية التي نشبت في ايار مايو 1998، وبالاوضاع في منطقة القرن الافريقي والقضايا المشتركة بين البلدين. واوضح ان اثيوبيا بعثت برسائل مماثلة الى عدد من قادة الدول العربية. وفي اطار الأزمة أ ف ب اتهم وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنساي اثيوبيا "بالتحضير لهجوم جديد واسع" ضد بلاده. واعتبر الوزير في تصريحات ان "التحفظات التي ابدتها اثيوبيا على الاجراءات التقنية لتطبيق" خطة السلام التي وضعتها منظمة الوحدة الافريقية "تبين ان اثيوبيا لا تسعى الى حل سلمي للنزاع.