أديس أبابا، روما، الدوحة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - دخلت ايطاليا أمس رسمياً على خط الأزمة الاريترية - الأثيوبية معلنة استعدادها للمساعدة في ايجاد حل للنزاع الحدودي بين الجانبين، فيما حذرت أديس ابابا من انها ستلجأ الى القوة اذا لم تسحب اسمرا قواتها من الأراضي الاثيوبية. وقالت "الجبهة الديموقراطية الثورية الشعبية" الحاكمة في اثيوبيا "ان رفض اريتريا الامتثال لمطالب اثيوبيا بانسحاب قواتها غير المشروط... لا يترك لأثيوبيا أي خيار سوى استخدام القوة". وا ضافت الجبهة في بيانها: أوضحت اثيوبيا مراراً انها لن تتفاوض مع اريتريا بينما تحتل قواتها جزءاً من الأراضي الاثيوبية". وكان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي حذر الاسبوع الماضي من تفجر صراع شامل مع اريتريا. وقال: "السلام هو الأولوية الأولى لاثيوبيا، لكنها ستضطر الى الدفاع عن سيادتها اذا اكتنف الجمود جهود السلام". في روما، صرح الرئيس الايطالي اوسكار لويجي سكالفارو ان ايطاليا "مستعدة" للمساعدة على ايجاد حل للنزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا. وقال سكالفارو، في احتفال اقيم في المعهد الايطالي لافريقيا والشرق في حضور وزير الخارجية البريطاني لامبرتو ديني ان ايطاليا على اتصال وثيق مع السلطات الاثيوبية والاريترية. واضاف ان ايطاليا مستعدة للمساعدة بكل الطرق الممكنة على التوصل الى حل يمكن ان ينهي الأزمة بين البلدين في القرن الافريقي. ويقوم رئيس جيبوتي حسن غوليد ابتيدون بوساطة بين البلدين لتسوية الأزمة في موازاة جهود تبذلها الولاياتالمتحدة ونائب رئيس رواندا بول كاغامي. وذكر مصدر مطلع في جيبوتي امس ان الرئيس الجيبوتي تلقى رسالة امس من الرئيس الكيني دانيال اراب موي تتناول جهود الوساطة. وينتظر ان يصل الى جيبوتي اليوم الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سليم احمد سليم لإجراء محادثات مع غوليد قبل ان يتوجه الى اسمرا. في الدوحة، حذر وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل من انفجار الوضع على الحدود بين اريتريا واثيوبيا، ورأى ان "هذه المشكلة اذا تفجرت ستؤثر على الاقليم كله". وقال اسماعيل في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة مساء أول من أمس رداً على سؤال لپ"الحياة": إن "تصاعد الأزمة يعني عدم استقرار المنطقة". ودعا البلدين الى الاحتكام الى الحوار "لأن القوة لن تحل أي مشكلة". وتابع الوزير السوداني الذي زار الدوحة ضمن جولة خليجية: "نحن في السودان نادينا بأهمية احتكام دول الجوار الى الحوار وما حدث الآن بين اثيوبيا واريتريا يعزز هذه الدعوة". وأكد "اننا نتأثر سلباً بتصاعد حدة التوتر بين اثيوبيا واريتريا". محذراً من ان "مئات الآلاف من اللاجئين الأثيوبيين والاريتريين في السودان، وان تصاعد التوتر يعني تدفق مزيد من اللاجئين الى السودان". وسئل عن موقف السودان بعد انفجار الأزمة فأجاب: "ان تحرك السودان يأتي في اطار مناشدة الدولتين التحلي بضبط النفس والاحتكام الى صوت العقل". وشدد على ان "علاقاتنا المقطوعة سياسياً مع اريتريا لا تسمح بتحرك أكثر من هذا. نحن فقط نناشد الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد ان تواصل مساعيها لايجاد حل سلمي لهذه المشجلة".