لطالما أكدت أن الهوية كائن متجدد يولد ويموت ويتطور وليست كيانا صلبا، اليوم وبخطى ثابتة تستمر نجاحات المملكة في إعادة تعريف الهوية العمرانية عبر العديد من المبادرات العالمية كان آخرها "معرض سيتي سكيب" بنسخته الثانية في الرياض للعام الثاني على التوالي ورغم تنوع العواصم التي احتضنت هذا المنتدى الذي تأسس في العام 2002 جاءت أرقام الرياض لتحطم سقف الأسعار والاتفاقيات بقيمة 230 مليارا تماما كما كتب الزميل الأستاذ خالد الربيش.. "سيتي سكيب يتألق سعودياً"، بالفعل فإن التألق الذي يرافق نسخ الرياض لافت للأنظار، تضاعفت الأرقام وامتد الأثر، فالتطور في المفاهيم العقارية لا يحدث بين عشية وضحاها، لا يزال أمامنا الكثير من العمل على إيجاد منصة وعي مجتمعي آمنة نحو العقار والتعاطي مع تطوراته وحاجات السوق، وأن نخرج قليلا من الفقاعة الوردية التي يحاول البعض البقاء داخلها، نعم هناك تسارع عالمي مهول في هذا القطاع الذي لا يقف عند مفهوم السكن والبيت فقط بل يمتد لكافة مناشط العقارات الطبية والتجارية والإدارية والترفيهية وغيرها. مستقبل الحياة من أرض ملهم، تقنيات البناء المتطورة والمدن الذكية واستدامتها، أفكار وتطلعات كثيرة تم تداولها. إن تجمع العقول المبدعة في منصات سيتي سكيب يخبرنا عن احترافية تنظيمه ودقة اختيار الضيوف ذوي الخبرات العالمية، ما يتيح المجال للزوار والمهتمين فرصة الالتقاء مع خبرات مختلفة، بناء السمعة العقارية الطيبة لا يهم عقاريا واحدا فقط، بل هي سمعة كيانات ودول، تعكس متانة ورصانة المنظومة التي تدير عمليات البيع والشراء. إن أروقة المعارض العقارية انعكاس لصحة الحالة الاقتصادية وأيضا الرفاه الاجتماعي، وقد شهدت سيتي سكيب فعاليات اجتماعية لهذا العام كانت غاية في اللطف، وقصصا إنسانية لافتة كالرجل الذي فاز بقطعة أرض وتحدث بأنها المرة الأولى في حياته يفوز بجائزة والكثير من القصص التي عاشها زوار المعرض في الرياض. الهوية العمرانية التي ستكون خلال العشر السنوات القادمة، تولد في مثل هذه المناسبات والمحطات التي تخلق تحولا عمليا في المنتجات وقياس العرض والطلب ورغبات الأفراد والمجتمع، بالتأكيد إن تواجد كيانات وطنية ضخمة نعتز بها ولله الحمد، كما أن التواصل بين المهتمين في القطاع أمر أساسي، ولعل أهم الأمور التي من الضروري الاستمرار في مراجعتها هو أخلاقيات القطاع العقاري وإعادة هيكلة مجتمعات الملاك والمطورين بشكل أكثر مرونة ويخدم جميع الأطراف، حيث يستطيع الشخص ملاحظة انعدام التفاهم بين العقاريين والمستفيدين سواء كان المستفيد بائعا أو مستأجرا، هناك أيضا الكثير من المنصات التي انطلقت بالفعل وأجد أنها ستكون نواة هذا التحول الإيجابي بمشيئة الله تعالى.. دمتم بنماء.