في غياب من تحب، تُدرك أن الحياة لا تتوقف، لكنها تفقد بريقها، زهاء ألوانها، لذتها و رحيقها. في غيابهم، تتعلم كيف تسير بلا وجهة، بلا تفاصيل، بلا تذكرة عودة. تشعر وكان الزمن يخطفك نحو الغيم، ويتركك هناك حيث اللا وعي. لا أحد يعلم مقدار الألم الذي ينتابك ، والضيق الذي يسكنك، حين تبدأ الذكريات بالعزف على أوتار ذاكرتك ، ولن يفهمك من يراك وأنت تبتسم، وكتلة حزن عميقة تعتصر قلبك. كيف كان كل ذلك الكم الهائل من الوجع يقودك إلى المجهول! رائحة الشتاء والليالي الممطرة ، كتاب، و كوب قهوة، كل ذلك كفيل بأن يُسقط داخلك ألف ذكرى و ذكرى، يفتح أبواب و يُوصد أخرى. تتلاشى القوة التي كنت تتظاهر بها أمامهم، ويهطل الضعف ممزوجاً بالحنين. الأرواح التي تُغادرنا، تتجسَّد في من نحبهم ، من يُمثلون الحياة بعد الفقد. من يسعون جاهدين لإنارة عتمة الفؤاد، ويتشاطرون معنا هتاف الاشتياق، هم معاطف من حُب، تمنح الدفء في أعماق الروح، وتهتف: نحن هنا بجانبك ، نمسك بيدك، لن نترك نفسك فارغة، سوف تمتلئ بالأمان، سوف يبتهج صدرك، ويُعلن النور والعطف والحنان. هؤلاء هم هدايا الرب، عطايا الخالق الرحمن، لن يخذلوك في منتصف الطريق. سيفهمون الضجيج الذي في داخلك وأنت تتمتع بالهدوء. كن على موعد بأن بشائر الله أعظم من أن تُحصى، لذلك دع الحزن جانباً و توشح بالأمل الجميل. الطقس مناسب لتخطي الأزمة وفقدان الشغف. حاول مجددا لعلك تنجح هذه المرة وتهزم العزلة. أهرب من الصمت القاتل، والبؤس المميت. الوداع بلا موعد، نهاية لا تليق بالمشاعر الصادقة لكنه واقع مرير. قد نتمكن من تجاوزه في فترة وجيزة بالكثير من الصبر، والكثير الكثير الكثير، من اليقين بأن الله على كل شيئ قدير. قريباً جداً جداً ستمطر. قطرة: ثمة حياة كانت هنا. ابسطها: تكمن في وضع يدك بيد من تحب.