إستمرت أمس حال الإستنفار الأميركية خشية إعتداءات إرهابية تقوم بها جماعات مرتبطة بأسامة بن لادن ضد أهداف أميركية خلال الإحتفالات بنهاية الألفية. وفي وقت إمتدت حملة الإعتقالات الى إيرلندا لتشمل خمسة يحملون الجنسية العربية، تسلّم القضاء الأردني أمس ملف قضية المتهمين ال 14 في المؤامرة التي يُزعم انها كانت تستهدف مهاجمة سياح وأهداف غربية نهاية السنة. في عمّان، علمت "الحياة" من مصادر قريبة من التحقيق في قضية المتهمين ال 14، وهم 12 أردنياً وعراقي وجزائري، ان المدعي العام لمحكمة أمن الدولة المقدم القاضي العسكري محمود عبيدات تسلم أمس الاربعاء ملف القضية وسيباشر التحقيق مع المتهمين السبت المقبل. وتتهم السلطات الاردنية المجموعة بتلقي تعليمات من اسامة بن لادن لضرب مصالح اميركية في الاردن خلال احتفالات الالفية الثالثة، اضافة الى قتل سياح اميركيين يتوقع ان يزوروا الاردن. واضافة إلى ابن لادن، تتهم السلطات الاردنية الناشط الاسلامي عمر ابو عمر المقيم في لندن والمعروف باسم "ابو قتادة الفلسطيني" بانه الساعد الايمن لابن لادن وانه "مموّل" المعتقلين. وذكر مصدر قريب من التحقيق ان احد المتهمين اعترف بأنه خطط لضرب مصالح روسية احتجاجاً على الحملة الروسية على الشيشان. وكانت الحكومة الاردنية تسلمت من باكستان، الخميس الماضي، المتهم خليل الديك أبو عائد الذي يُقال انه مرتبط بالمجموعة المعتقلة في عمّان. وأفادت وكالة أسوشيتد برس ان عمّان طلبت من إسلام آباد تسليمها أحد الأردنيين القريبين من الديك يُعرف باسم "أبو اياد". وكانت مصادر عربية في بيشاور قالت ل "الحياة" قبل أيام انها لا تعرف بوجود شخص أردني باسم "أبو اياد" ينشط في بيشاور حيث إعتُقل "أبو عائد". ولم تؤكد مصادر رسمية أردنية ان عمّان طلبت رسمياً من لندن تسلمها عمر ابو عمر الحاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا. وفي دبلن رويترز، قالت الشرطة الايرلندية أمس انها اطلقت خمسة عرب بعد احتجازهم للاشتباه في حيازتهم متفجرات وانها لم توجه اتهامات اليهم. وقال ناطق باسم الشرطة ان الخمسة إعتُقلوا صباح الثلثاء بعد دهم ثلاثة مواقع داخل دبلن وخارجها. واضاف ان الشرطة لم تعثر على متفجرات في حوزتهم وانها اطلقتهم بعد استجوابهم. واضاف ان الخمسة هم مصريان وليبيان وجزائري وانهم اعتقلوا لمعرفة هل لهم صلة بجماعات دولية متشددة. واعلنت الولاياتالمتحدة حال تأهب امني تحسباً لوقوع اي هجمات خلال الاحتفالات بعيد الميلاد والالفية الجديدة. وتقول الحكومة الاميركية انها ربطت بين الاعتقالات التي حصلت في الاردن وبين اسامة بن لادن المطلوب في الولاياتالمتحدة في اتهامات بالتخطيط لتفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا العام الماضي0 وزادت المخاوف الامنية في الولاياتالمتحدة كذلك بعد اعتقال جزائري على الحدود الكندية الاسبوع الماضي قالت السلطات الاميركية انه كان يحمل في سيارته متفجرات ومعدات تستخدم في اعداد قنابل. وجددت وزارة الخارجية الأميركية مساء الثلثاء تحذيرها الشامل الذي أصدرته في 11 الشهر الجاري من حصول عمليات ضد الأميركيين مع إقتراب نهاية السنة. وأشارت الوزارة في التحذير الجديد الى إمكان حصول عمليات إرهابية جديدة في الشرق الأوسط على رغم حصول الإعتقالات في الأردن. ودعا وزير الدفاع الأميركي ويليام كوهين الأميركيين، داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، الى الإستمرار في خططهم للإحتفال بنهاية الألفية، لكن مع أخذ الحذر. وقال لتلفزيون "أن. بي. سي.": "ليس لدينا معلومات محددة أكثر يمكن ان نعطيها الآن، لكننا نتابع الأمر عن كثب ... ان كل أجهزة إستخباراتنا تتعاون مع نظيراتها في أنحاء العالم" لتفادي عمليات إرهابية محتملة. وأكد ان القوات الأميركية في قواعدها حول العالم موضوعة في حال تأهب قصوى. وقال كوهين ان "ارهابيين" حاولوا دخول الولاياتالمتحدة واعتقلوا في الايام الاخيرة، في ما يبدو اشارة الى الجزائري أحمد رسام الذي اتهم بمحاولة تهريب مواد تدخل في صناعة القنابل الى ولاية واشنطن من كندا الاسبوع الماضي. وإضافة الى الجزائري المعتقل في واشنطن، إعتقلت السلطات في ولاية فيرمونت الأحد الماضي جزائرياً آخر وامرأة كندية.