أعلن رئيس الوزراء الاردني السيد عبدالرؤوف الروابدة أمام مجلس النواب، أمس، اعتقال الاجهزة الامنية "مجموعة من الاردنيين العائدين من افغانستان" بالاضافة الى عراقي وجزائري. وقال انهم كانوا يخططون "لتنفيد عمليات ارهابية على الساحة الاردنية" من دون اعطاء تفاصيل عن طبيعة تلك العمليات. وفي حين قال مسؤولون أميركيون وأردنيون ان المعتقلين 13، أكّدت واشنطن ان الإعتقالات مرتبطة بالتحذير الذي وجّهته قبل أيام من استعدادات "لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الأميركيين" نهاية السنة. ولم يربط بيان رئيس الحكومة الاردنية بين المجموعة المعتقلة واسامة بن لادن. لكن بدا واضحاً ان المعلومات التي تضمنها تتكامل مع التحذير الاميركي. ورفض مسؤولون اردنيون التعليق على ذلك. وكشف رئيس الوزراء الاردني ان المجموعة المعتقلة التي قال انها تضم اربعة اردنيين وجزائرياً وعراقياً "تلقت تدريبات على الاسلحة والمتفجرات في معسكرات داخل افغانستان"، مشيراً الى ان بعضهم دخل البلاد بجوازات سفر مزورة. وزاد ان ثلاثة من عناصر المجموعة "لا يزالون فارين خارج الاردن"، موضحاً ان "جوازات سفر اردنية وعربية واجنبية مزورة اضافة إلى وثائق واختام مزورة" ضبطت في حوزة المعتقلين. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان بعض المعتقلين كان صدر بحقه احكام على خلفية قضايا امنية، وافرج عنه بموجب قانون العفو العام. وفيما اعلن رئيس الوزراء انهم اعتقلوا في "مراحل مبكرة من التخطيط" لتنفيذ عملياتهم، كشفت مصادر مطلعة ان بعضهم اعتقل فور وصوله إلى المطار. وكان ذلك قبل اسبوعين. وأوردت وسائل اعلام اميركية ان المعتقلين كانوا يخططون لاستهداف مواقع الاحتفال بالألفية الثالثة. وابرز مكانين لاحتفالات الألفية هما "المغطس" على نهر الاردن وجبل نبّو المطل على البحر الميت. ونقل تلفزيون "رويترز" أمس عن وزير الاعلام الاردني السيد ايمن المجالي ان بين المعتقلين 11 اردنياً، وانه رفض ذكر الجماعة التي ينتمي اليها المعتقلون او تحديد اهدافهم قائلاً انهم يخضعون للتحقيق وسيتم الاعلان عن مزيد من المعلومات بمجرد استكمال التحقيق. كذلك نقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير المجالي ان المعتقلين 11 أردنياً وجزائري وعراقي، و"ان بعضهم من قدامى المساجين الاردنيين" سبق واعتقلوا "بتهمة التورط في عمليات تفجير" في المملكة. وفي كابول، نددت حركة "طالبان" أمس بالتحذيرات الاميركية التي حمّلتها مسؤولية أي عملية إرهابية تستهدف الأميركيين. وقالت الحركة الحاكمة في كابول ان تحذيرات أميركا لا اساس لها، وانها جزء من دعاية عالمية معادية ل "طالبان". واضافت انه لا يسمح لابن لادن بتنفيذ اي نشاط سياسي او عسكري ضد اي بلد. ويعيش ابن لادن في افغانستان تحت حماية "طالبان" وتتهمه واشنطن بتفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في اب اغسطس 1998. وفي واشنطن، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي رفيع تأكيده المعلومات الأردنية عن المعتقلين ال 13. وقال انهم تلقوا تدريبات على الأسلحة والمتفجرات في أفغانستان. وأضاف ان إعتقالهم مرتبط بالتحذير من هجمات محتملة على الأميركيين نهاية السنة. لكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية قال ل "الحياة" انه تحت تعليمات بعدم القول ان هؤلاء المعتقلين هم وراء صدور التحذير الأميركي الخاص بعمليات إرهابية مرتبطة بأسامة بن لادن. وأشاد بجهود أجهزة الأمن الأردنية ضد الإرهاب، معرباً عن إقتناعه بأن الأردن قادر على ضبط التهديد الإرهابي على أراضيه.