أفادت المعلومات الاولية التي كشفها التحقيق مع المجموعة التي اعلن الاردن اعتقالها بتهمة التخطيط لتنفيذ "عمليات ارهابية"، انها تنتمي الى التيار "السلفي الجهادي" القريب من الجماعات الاسلامية المسلحة في مصر والجزائر. وقال مصدر أردني رفيع المستوى ان المجموعة مرتبطة بناشط فلسطيني مقيم في بريطانيا هو عمر محمود أبو عمر المعروف باسم "أبو قتادة الفلسطيني". لكن الأخير نفى ل"الحياة" علاقته بالمعتقلين. ففي عمّان، ذُكر ان الاجهزة الامنية الاردنية تتهم "ابو قتادة الفلسطيني" بتمويل المجموعة وتعتبره أحد مساعدي اسامة بن لادن. ومعروف ان "أبو قتادة" احد منظّري الفكر السلفي الجهادي. وكان بدأ نشاطه مع جماعة الدعوة والتبليغ المعروفة بنهجها السلمي ثم اتجه إلى الفكر السلفي الجهادي. ويقول الأردنيون انه حاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا. وحكم عليه غيابياً العام الماضي بالسجن المؤبد في قضية جماعة "الاصلاح والتحدي"، إذ اعتبر العقل المدبر لهذا التنظيم الذي كان وراء إعتداءات نُفّذت في الأردن. وكشفت مصادر مطلعة ان المسؤول الرئيسي في المجموعة التي إعتقلها الأمن الأردني أخيراً هو خضر ابو غوش الذي سبق ان حوكم في قضية تنظيم "جيش محمد" سنة 1992 وافرج عنه بموجب عفو اصدره الملك حسين عقب عودته من رحلة العلاج الاولى في ذلك العام. وذكرت المصادر نفسها ان آخرين من المعتقلين سبق ان دانتهم محكمة أمن الدولة في قضية "جيش محمد". وذكر مسؤول أردني رفيع المستوى ل"الحياة" ان بلاده تطالب باكستان بتسليمها المواطن الاردني خليل الديك الذي ينتمي الى المجموعة نفسها التي إعتُقل أفرادها في الأردن، وهم 11 أردنياً وجزائري وعراقي. وأشار الى ان عناصر المجموعة تلقوا تدريباتهم العسكرية في افغانستان. وسألت "الحياة" المسؤول الذي شاء عدم ذكر اسمه، هل ستطالب الحكومة الأردنية السلطات البريطانية بتسليمها عمر ابو عمر، فأجاب: "القضية لا تزال في مراحل التحقيق. وعند اكتمال التحقيق سنتخذ الاجراء المناسب الذي يخدم أمننا". ويتوقع ان تُحال القضية مطلع الاسبوع المقبل على المدعي العام لمحكمة أمن الدولة للنظر فيها. وتصل أحكام التخطيط لتنفيذ اعمال ارهابية في حال ثبوتها إلى الاعدام في حدها الاقصى. وأصدرت السفارة البريطانية في عمان تحذيراً الى البريطانيين المقيمين في الأردن طالبتهم فيه بتوخي الحذر مع إقتراب نهاية السنة، مشيرة الى الإعتقالات التي حصلت والمخاوف من أعمال إرهابية تستهدفهم. وفي لندن، سألت "الحياة" السيد ابو عمر "أبو قتادة" رده على الإتهام الأردني بأنه "مموّل" الجماعة المعتقلة وانه "اليد اليمنى" لأسامة بن لادن، فأجاب: "أولا، ان المخابرات الأردنية إعتادت صناعة التنظيمات الموهومة التي لا وجود لها سوى في ملفاتهم. ثانياً، ليس لي أي علاقة تنظيمية بأسامة بن لادن. فلست من جماعته ولا من تنظيمه. ثالثاً، إنني أؤيد ولا أتبرّأ من أي عمل جهادي صالح في بلادنا ضد الطواغيت. لكنني لست مرتبطاً بأي تنظيم". وسألته "الحياة" عن علاقته بزعيم المجموعة المعتقلة خضر أبو غوش، فأجاب بأنه لم يعرف بهذا الشخص الا لدى محاكمته في قضية جماعة "جيش محمد"، مشيراً الى ان بعض الذين حوكموا في هذ القضية في الأردن "لم يسمعوا بإسم جماعة جيش محمد الا خلال المحاكمة". كذلك نفى علاقته بتنظيم "الإصلاح والتحدي" الذي حاكم الأردنيون عدداً من أفراده، وبينهم "أبو قتادة"، العام الماضي. ويقيم "أبو قتادة" في بريطانيا منذ سنوات. وهو فلسطيني من منطقة القدس. لكن عائلته تعيش في الأردن. وفي واشنطن، قال مسؤول في وزارة الخارجية ان بلاده تجري اتصالات مع باكستان في شأن اعتقال شخص في بيشاورباكستان قد يكون من القريبين من اسامة بن لادن. وكانت السلطات الباكستانية إعتقلت قبل أيام أردنياً يحمل الجنسية الأميركية يُدعى "أبو عائد" وصادرت من منزله جهاز كمبيوتر. ويُعتقد ان الرجل هو نفسه الذي أعلن الأردن انه يُطالب باكستان بتسليمه اليه. ومعروف ان حركة "طالبان" تعتقل أردنياً آخر يُعرف باسم "أبو المبتسم" وتُحقق معه في شأن علاقته بأجهزة أمنية أردنية ومحاولته إختراق محيط أسامة بن لادن.