تواجه نقابة الصحافيين اليمنيين أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة ازمات عاشتها منذ العام 1995، مروراً بعقد مؤتمرها العام الأول قبل أشهر، الذي قاطعه صحافيون مستقلون وآخرون ينتمون إلى أحزاب المعارضة. وأعلن مطهر الأشموري الأمين العام للنقابة استقالته من منصبه بسبب خلافات مع النقيب محبوب علي، على مسائل مالية وقضايا تتعلق بنشاط النقابة ومهماتها. ووجه الأشموري اتهامات إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدالكريم الارياني بممارسة ضغوط عليه بحكم علاقته الشخصية بالنقيب، فيما اعتبر محبوب علي أن رئيس الوزراء قدم خدمات ومساعدات كبيرة للنقابة، وأكد ل"الحياة" ان الاشموري لم يقدم استقالته الى مجلس النقابة معتبراً أنه تجاوز الاطار النقابي الذي منحه الثقة. وعلمت "الحياة" أن الارياني الذي يتولى الأمانة العامة ل "المؤتمر الشعبي العام" الحزب الحاكم التقى عدداً من اعضاء مجلس النقابة الذين ينتمون الى الحزب، وطلب التوصل الى قرار في مجلس النقابة يقيل الاشموري معتبراً ان الاخير يقف ضد سياسة "المؤتمر" في التعامل مع القيادة الحالية للنقابة. وقال الأشموري ل"الحياة" أمس أن رئيس الوزراء مارس ضغوطاً "وصلت الى درجة التهديد بفصلي من النقابة والمؤتمر الشعبي إذا لم أتوقف عن طرح وجهة نظري في شأن تصرفات النقيب ومحاولاته المتكررة مصادرة اختصاصات الأمين العام ومجلس النقابة، واستغلال موقعه لمصالح شخصية، والالتفاف على ما نص عليه النظام الداخلي المتعلق بشرعية المجلس ورفضه الدعوة الى اجتماع الجمعية العمومية للنقابة لاطلاعها على ما انجزه المجلس". واعتبر ان العلاقة الشخصية بين محبوب علي والارياني "حوّلت النقابة الى بقالة تدر المال على النقيب وتضاعف ازمتها المتمثلة في علاقتها بالوسط الصحافي وتقضي على استقلالها ودورها في حماية الصحافيين والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم، دون تمييز بين من ينتمي الى الحزب الحاكم ومن ينتمي الى المعارضة أو المستقلين". وتابع الاشموري من الحزب الحاكم ان استقالته كانت بسبب "خلافات العمل التي استفحلت ومن منطلق الحرص على كيان النقابة". وقال محبوب علي ل"الحياة": "لم تمارس اي ضغوط على الاشموري وكان عليه ان يشكر رئيس الوزراء لأنه قدم للنقابة على مدى شهور مساعدات كبيرة تمثلت في تغطية نفقات مقرها الجديد وتأثيثه، ومساعدات لتأمين العلاج لعشرة صحافيين. ولمح الى اسباب شخصية وراء توجيه الاشموري اتهامات الى الارياني مؤكداً انه عرف باستقالة الاول من خلال الصحافة "ولم يقدمها الى مجلس النقابة بعد. وكان عليه ان يحترم الاطر التي منحته الثقة". وزاد ان مجلس النقابة سيجتمع قريباً لبحث تصريحات الاشموري واتهاماته. وعن قضية الدعوة الى اجتماع الجمعية العمومية للاقرار بما حققته هيئة النقابة وتثبيت شرعيتها، قال محبوب علي: "هذه الدعوة هي خارج النظام الاساسي، وهدفها شق النقابة لا تثبيت شرعيتها لأن الشرعية قائمة". ونفى ان يكون مارس ضغوطاً على الاشموري لدفعه الى الاستقالة.