وجهت مصادر مسؤولة في كنيسة اللاتين في مدينة القدس انتقادات لاذعة للحكومة الاسرائيلية بسبب قرارها بشأن السماح ببناء مسجد على مقربة من كنيسة البشارة في مدينة الناصرة، ملمحة الى امكانية عزوف قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عن زيارة المدينة كما كان مخططاً في اطار رحلة يقوم بها للاراضي المقدسة تشمل الاردن وبيت لحم و القدس، ويعني ذلك في حال حصوله استثناء اسرائيل من الزيارة واقتصارها على أرض السلطة الوطنية والأردن. وقال وديع أبو نصار، الناطق باسم بطريرك كنيسة اللاتين ميشيل صباح، ان الحكومة الاسرائيلية ارتكبت خطأ كبيراً في قرارها. وأوضح في لقاء مع التلفزيون الاسرائيلي أن زيارة البابا التي كان مقرراً أن تجرى في شهر آذار مارس من العام 2000 تأجل الاعلان عنها بسبب الوضع في الناصرة، مضيفاً أن "الوضع المتوتر في الناصرة يجعل من زيارة البابا أمراً صعباً". وكانت الكنائس المسيحية قررت اغلاق الاماكن المقدسة في يومي 22 و 23 من الشهر الجاري احتجاجاً على قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء مسجد في أرض قريبة من ضريح "شهاب الدين" المحاذي لكنيسة البشارة. ويعتبر هذا القرار تراجعاً عن تهديدات سابقة بإغلاق الاماكن المقدسة خلال أعياد رأس السنة وميلاد المسيح، ولكنه اشارة واضحة من الفاتيكان الى استيائه من القرار الحكومي الاسرائيلي. وجاء في قرار الحكومة الذي أعلنه وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي أن عملية بناء المسجد لن تتم الا بعد الانتهاء من احتفالات العام 2000 في المدينة على أن تتم ازالة الخيمة التي أقامتها الحركة الاسلامية الموحدة في المدينة في المكان قبل نحو سنتين. ورفض بن عامي الاجراءات التي قررت الكنائس اتخاذها مشيراً الى "أن حلاً وسطاً تم التوصل اليه بعد الاخذ في الاعتبار مصالح الطرفين". وقال بن عامي في تصريحات صحافية ان التحضيرات الخاصة بزيارة البابا "مستمرة بشكل طبيعي لهذا الحدث". وزاد انه على اتصال دائم مع ممثل الفاتيكان في القدس وأعلن عن استعداده للقاء البابا وشرح المسألة له شخصياً. واعتبرت مصادر كنسية مطلعة أن التلويح بإلغاء زيارة البابا الى الناصرة اشارة الى غضب الفاتيكان على اسرائيل ويتضمن تهديداً مماثلاً لزيارته المرتقبة لمدينة القدس التي تخضع للسيطرة الاسرائيلية أيضاً. وانتقد رئيس بلدية القدس الاسرائيلي ايهود اولمرت ليكود بدوره القرار الحكومي واصفاً اياه بأنه "خطأ سيجلب المشاكل بين اسرائيل والعالم المسيحي وسيمس بالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في البلاد". وأضاف أولمرت ان هذا الوضع سيؤدي الى "عرقلة" زيارة البابا الى المنطقة. وعزا اسباب القرار الى "اعتبارات سياسية محضة". من جهته أعرب رئيس الكتلة الموحدة في بلدية الناصرة والمسؤول عن خيمة الاحتجاج في "شهاب الدين" عن ارتياحه لقرار بن عامي، معلناً أن هذه الخيمة ستزال غداً الاحد.