القدس المحتلة، روما - أ ف ب - رفضت اسرائيل اتهام الفاتيكان لها بأنها تثير انقسامات بين المسيحيين والمسلمين، عبر السماح ببناء مسجد شهاب الدين في الناصرة ووصفت بيان الفاتيكان في هذا الصدد بأنه "بالغ الخطورة". وفيما عادت الكنائس المسيحية في اسرائيل الى معاودة فتح ابوابها بعد يومين من الاقفال احتجاجاً على بناء المسجد، حملت الصحف الايطالية على السياسة الاسرائيلية في هذا الصدد واصفة الحجر الأساس الذي وضع أول من أمس للمسجد في الناصرة بأنه "حجر شقاق". وقال وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي، رداً على بيان الفاتيكان "نرفض هذا البيان البالغ الخطورة لأن اسرائيل لم تفعل في هذه القضية سوى محاولة تسوية النزاع وتخفيف التوتر" بين المسيحيين والمسلمين. وأضاف في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية: "اذا كان بناء هذا المسجد موضع اتفاق توصل اليه وزير الأمن الداخلي شلومو بن عامي تصبح اتهامات الفاتيكان لا اساس لها ومخالفة للحقيقة"، في اشارة الى تولي عامي ادارة الملف زاعماً الحصول على موافقة المسيحيين والمسلمين في الناصرة لبناء المسجد. وأعرب ليفي عن امله في عدم اعادة النظر في الزيارة التي يعتزم البابا يوحنا بولس الثاني القيام بها للأراضي المقدسة في آذار مارس المقبل. وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية رفضت امس الاتهامات التي وجهها الفاتيكان ببث الفرقة بين المسيحيين والمسلمين عبر سماحها ببناء المسجد. في موازاة ذلك اعلن ناطق باسم بطريرك اللاتين المونسنيور ميشال صباغ ان الكنائس في اسرائيل والقدسالشرقية والأراضي الفلسطينية اعادت فتح ابوابها امس بعد اغلاقها يومين احتجاجاً على قرار بناء المسجد. وأعادت كنيسة القيامة، ابرز مكان مقدس لدى المسيحيين في مدينة القدس القديمة، فتح ابوابها امام المؤمنين والزوار وكذلك كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة البشارة في الناصرة. ولم يستبعد الناطق اتخاذ الكنائس قريباً تدابير اخرى للاحتجاج على هذا القرار. في روما هاجمت الصحف الايطالية الحكومة الاسرائيلية لسماحها ببناء مسجد في الناصرة. وقال الأب الفرنسيسكاني جيوفاني باتيستيلي في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" ان "المسيحيين وجدوا تفهماً اكبر بين المسلمين المعتدلين اكثر من الحكومة الاسرائيلية". وأضاف "ان بناء المسجد في وسط الناصرة عمل استفزازي"، مشيراً الى ان رهبنة الفرنسيسكان "تؤيد تماماً موقف الفاتيكان" من المسجد.