أجرى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض امس محادثات مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين، تناولت عملية السلام في الشرق الاوسط وقضايا اقليمية ودولية، اضافة الى التعاون الثنائي وآليات العمل المشترك لتفعيل الاتفاقات التي وقعتها السعودية والصين قبل يومين. وكان الأمير عبدالله التقى زيمين قبل الاجتماع الموسع الذي حضره من الجانب السعودي وزراء الزراعة والتعليم العالي والاعلام والتخطيط والصناعة وعدد من كبار المسؤولين. وقبل المحادثات القى الرئيس الصيني كلمة خلال "ندوة الشخصيات المشهورة من مختلف الاوساط السعودية" التي نظمتها مكتبة الملك عبدالعزيز، واكد تمسك بلاده بتطوير الصداقة والتعاون مع كل الدول على اساس "المبادئ الخمسة للتعايش السلمي" مشدداً على استمرار بكين في سياسة الانفتاح. وقال : "لنعمل يداً بيد من اجل كتابة صفحة جديدة لتقدم الحضارة البشرية في القرن الجديد". وقال الرئيس الصيني في الندوة التي حضرها الأمير عبدالله وعدد من رجال السياسة والفكر والاعلام والاقتصاد، ان القرن العشرين شهد تحولات جذرية في المجتمع الصيني انطلاقاً من الفكرة الصينية القديمة التي تقول ان "الانسان لا يتوقف عن تقوية الذات". واضاف ان الصينيين تمكنوا في النصف الاول من هذا القرن من ان ينالوا استقلالهم "بعد نضال صامد تحت قيادة الحزب الشيوعي"، وفي النصف الثاني اعتمدوا على جهودهم الذاتية وتمكنوا من "اجراء تغييرات عميقة في ملامح البلاد"، لافتاً الى ان ذلك لم يكن ليتحقق لو لم تنتهج بكين سياسة "الاصلاح والانفتاح". ودعا زيمين رجال الاعمال السعوديين الى زيارة الصين للاستطلاع والاستثمار، مذكّراً بأن السعودية "اصبحت اكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا". وكان الرئيس الصيني اشار في بداية الندوة الى ان المبادلات التجارية بين بلاده و 19 دولة عربية بلغت 7.1 بليون دولار عام 9819، مشدداً على ان العلاقات العربية - الصينية تعود الى اكثر من الف سنة، وان الطرفين يتفقان على الكثير من القضايا "مثل حقوق الانسان". واضاف ان بكين تولي اهتماماً لتطوير علاقاتها مع العرب، وهو استهل الندوة مستشهداً بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "اطلبوا العلم ولو في الصين". الى ذلك اقام الأمير عبدالله امس حفلة غداء تكريماً للضيف الصيني، حضرها كبار المسؤولين من البلدين. وزار زيمين اول من امس مركز الملك عبدالعزيز التاريخي واستقبل اعضاء جمعية الصداقة السعودية - الصينية ورجال الاعمال السعوديين. وغادر الرئيس الصينيالرياض امس متوجهاً الى المنطقة الشرقية في السعودية للاطلاع على معرض شركة "ارامكو" في الظهران وسينتقل الى مدينة الجبيل الصناعية لزيارة مصانع البتروكيماويات. ويتوقع ان يختتم اليوم زيارته السعودية والتي استمرت ثلاثة ايام قابل في مستهلها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. ووقعت خلال الزيارة اتفاقات في مجالات عدة ابرزها اتفاق نفطي.