يصل الى الرياض اليوم الرئيس الصيني جيانغ زيمين في بداية زيارة تستمر ثلاثة أيام يقابل خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. والزيارة هي الاولى لرئيس صيني الى السعودية منذ اعلان العلاقات الديبلوماسية بين البلدين عام 1990. وكان الأمير عبدالله اول مسؤول سعودي يزور بكين تشرين الاول أكتوبر 1998مفتتحا عهداً جديداً من التواصل السعودي الصيني، وقدم الى زيمين دعوة باسم الملك فهد لزيارة المملكة. وقال السفير الصيني في الرياض يو شينغ ل"الحياة" أن زيمين سيقابل خلال "زيارته التاريخية" الى الرياض الملك فهد والأمير عبدالله وكبار المسؤولين السعوديين، ويعرض مع القيادة السعودية "القضايا الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بالاضافة الى المسائل الاقليمية والدولية". وعن الرؤية الصينية للعلاقات مع الرياض قال السفير أن "السعودية قوة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، تلعب دوراً مهماً في تعزيز الوحدة العربية وعملية السلام بالاضافة الى دورها في صون أمن الخليج"، مشدداً على أن "الرياض تلعب الدور الأهم في استقرار اسواق الطاقة في العالم". وزاد أن بلاده تعلق أهمية كبرى على العلاقة مع المملكة في اطار "الاحترام وتبادل المنفعة والمساواة في الفرص"، مؤكداً أن "الزيارة التاريخية لزيمين ستكون علامة مميزة في الاتصالات بين البلدين، وستؤكد تطابق وجهات النظر بين القيادتين وتعزز صداقة شعبينا". وأضاف أن "زيارة زيمين ولقاءه القيادة السعودية سيعطيان العلاقات الزخم اللازم لبناء المزيد من محطات التعاون". وذكر السفير أن هذا ليس لمجرد رغبة مشتركة لدى الطرفين فحسب، بل لأن "التقارب بينهما يفضي الى ارساء السلام في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بالاضافة الى السلام العالمي". وعن العقود المتوقع ابرامها أثناء زيارة زيمين قال السفير أن اللجنة السعودية - الصينية ستعقد اجتماعها الثاني قريباً لمناقشة مجالات التعاون بين البلدين عقدت اجتماعها الأول الأسبوع الماضي في الرياض. وأشار الى ان "الجانب الصيني ما زال مشغولاً في تحضير ما سيتفق عليه". وكانت مصادر مطلعة توقعت أن تسفر الزيارة عن اتفاق نفطي، اذ سبق أن اجريت محادثات ركزت على الاستفادة من الخبرات السعودية في مجال استخراج النفط وتكريره بغية اصلاح مصافي النفط الصينية وتوسيعها، وأعلنت الصين رغبتها في ذلك أثناء زيارة الأمير عبدالله بكين التي وقع خلالها عدداً من بروتوكولات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية ولحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي. وتشهد المبادلات التجارية بين الرياضوبكين ارتفاعاً مستمراً منذ العام 1995، وبلغت 1.7 بليون دولار عام 1998. وكانت الصين بدأت استيراد النفط السعودي عام 1993 .يعود تاريخ العلاقات السعودية - الصينية الى عام 1946 حين وقع البلدان "معاهدة صداقة"، يتبادل الطرفان بموجبها التمثيل الديبلوماسي، لكن ذلك لم يحدث، لاعتبارات كانت المملكة ترى أنها تتعارض مع ثوابتها. وفي ضوء قراءاتها للتبدلات الصينية، ونظراً الى أهمية بكين كواحدة من العواصم الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتنامي الدور السياسي والاقتصادي للمملكة، زار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الصين في كانون الثاني يناير 1988 وفتح باب الحوار حول آفاق التعاون. وفي آذار مارس 1988 أعلنت السعودية شراءها صواريخ صينية من طراز "إس. إس - 2" لتعزيز قدراتها الدفاعية، وهي الصفقة التي اثارت غضب الادارة الاميركية، وواصل الجانبان السعودي والصيني حوارهما، وبعد سلسلة من الاتصالات تبادلا العلاقات الديبلوماسية في 21 تموز 1990، أي قبل ايام من الاجتياح العراقي للكويت.