بغداد، لندن، واشنطن -أ ف ب، رويترز - دافعت بغداد عن قرارها تعليق صادراتها من النفط الخام، مشيرة الى ان العراق لا يمكن ان يستمر في تصدير النفط في الوقت الذي لا تستجيب فيه الاممالمتحدة لمطالبه. واتّهمت واشنطن الرئيس صدام حسين لرفضه تمديد برنامج "النفط للغذاء" بأنه يستخدم العراقيين "بيادق"، وأعربت لندن عن أملها بأن يكون مشروع قرار الاممالمتحدة الخاص بالعراق جاهزاً للمناقشة رسمياً أمام مجلس الأمن خلال ثلاثة اسابيع. وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث العراقي أمس ان قرار العراق وقف التعامل مع القرار الاخير لمجلس الأمن "ليس مناورة سياسية او ورقة ضغط في مفاوضات ما او محاولة ابتزاز لأحد، انما هو نتيجة طبيعية ورد فعل متوقع على القرار 1275". واضافت انه "اذا كان الاقتصاديون والسياسيون الغربيون قلقين من ارتفاع اسعار النفط الى معدلات قياسية خلال التسعينات بخاصة وان الشتاء قد بدأ فعلا، وان معدلات التضخم عندهم لا تسمح بمزيد من الارتفاع في الاسعار كما يدّعون، فان عليهم ان يراجعوا انفسهم والسياسة التي تنتهجها الحكومة الاميركية ضد العراق، لا ان يلقوا باللوم عليه، وينصحوا اميركا بالكف عن العدوان على العراق والوقوف ضد رفع الحصار". ومضت تقول: "ليس من المعقول ولا من المنصف ان يستمر تدفق النفط العراقي ليدفئهم، ولتتراكم اثمانه ببلايين الدولارات لتشغيل المصارف الغربية بينما تمارس لجنة العقوبات لعبة العقود المعلقة، فلا يحصل العراق على ما يحتاجه من مواد ضرورية لاستمرار الحياة". وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أول من أمس بأن بريطانيا تأمل بأن يكون مشروع قرار الاممالمتحدة الخاص بالعراق جاهزاً للمناقشة رسمياً أمام مجلس الأمن خلال ثلاثة اسابيع. واضاف "قطعنا شوطا طويلا خلال الأشهر القليلة الماضية وتوصلنا لاتفاق في شأن معظم النقاط المختلف عليها" في مشروع القرار البريطاني. واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الرئيس صدام حسين لرفضه تمديد برنامج "النفط للغذاء" بأنه يستخدم العراقيين "بيادق". وشددت على ان قرار نظام بغداد "الصلف" يأتي "في ظرف أعربت فيه الاسرة الدولية عن استعدادها لتوسيع برنامج "النفط للغذاء"، وهو ما قد يتيح للشعب العراقي تحسين اوضاعه". وقالت: "اعتقد ان هناك دعماً متزايداً لهذا القرار"، الا انها أكدت ان الولاياتالمتحدة تملك الوسائل "لإبقاء صدام حسين في عزلته" حتى وان كان ذلك من دون قرار من الاممالمتحدة. واضافت "طبعا من الافضل ان يكون هناك مفتشون على الارض ولكن بفضل دورياتنا فوق مناطق الحظر الجوي شمال البلاد وجنوبها فبامكاننا ان نبقي صدام حسين في عزلته". واوضحت انها تعتبر اصدار قرار شامل في شأن العراق مهم جداً لكنه ليس أساسياً. وقالت: "نحن نؤمن بأهمية قرار شامل كوسيلة للتعامل بشكل محدد مع المسائل التي تهمنا في شأن العراق".