كشفت مصادر مقربة من "حركة أمل" و"حزب الله" عن اتفاق تم التوصل اليه في اجتماع عقد ليل اول من امس بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يقوم على خوض الانتخابات النيابية في عام ألفين على لوائح ائتلافية. وأكدت المصادر ل"الحياة" ان الاجتماع الذي عقد في المقر الخاص لرئيس المجلس "انتهى الى تأكيد على ضرورة الائتلاف في الانتخابات النيابية اضافة الى توحيد الموقف من التحديات التي يمكن ان يواجهها لبنان بشكل عام والجنوب على وجه خاص في حال لجأت اسرائيل الى الانسحاب الاحادي في تموز يوليو المقبل من دون التوصل الى اتفاق سلام شامل وعادل"، مشيرة الى "ضرورة تكثيف اللقاءات الدورية بين قياديين من الحركة والحزب لمواكبة كل التطورات". وفي المواقف، قال بري خلال افتتاح اعمال المؤتمر الحادي عشر لكشافة الرسالة الاسلامية في المصيلح "اننا نمر في ادق فترة من تاريخ المنطقة ولبنان تتطلب الوعي والحيطة"، لافتاً الى "اننا لن نقبل ان نترك اهلنا مجردين من وسائل الدفاع في ظل عدم تجهيز المستشفيات الخمسة ودعم وحدات الدفاع المدني والاطفاء". وأضاف "أرادونا ان نذهب الى مدريد كي يكون السلام شاملاً معنا، فما بالهم الآن اعترفوا بعد 20 سنة بضرورة الانسحاب من لبنان، وعندما استطاعوا ان ينتزعوا من الاطار العربي الشامل الأردن وفلسطين بقي في الميدان "حديدان" سورية ولبنان". وقال "المطلوب الآن سلخ لبنان عن سورية او سورية عن لبنان هذا كل ما هو مطلوب من هدف التهديد بالانسحاب وليس الانسحاب". وأضاف "اليوم تحاول اسرائيل ان تستخدم اعلان استعدادها للانسحاب بأن ترتب من خلاله مسؤوليات على لبنان وسورية في حال وقوع احداث عبر الحدود". وتابع "نقول بصراحة ان الانسحاب لا يعني السلام وان الانسحاب لا يعني ان لبنان سيكون حارس حدود اسرائيلياً هكذا بكل بساطة"، مؤكداً ان "السلام مسألة شاملة ترتبط بطبيعة الصراع في المنطقة وبأسباب الصراع الحقيقية التي هي تشريد الشعب الفلسطيني والاستيطان مكانه". ورأى ان "عدم حل قضية اللاجئين ومنحهم حق العودة هو في حد ذاته عدوان حقيقي مستمر على لبنان وسورية وكل دولة فتحت قلبها لنكبة المحرومين من أرضهم". وقال ان "هذا السلام يجب ان يكون عادلاً وشاملاً ومرتكزاً على القرارات الدولية 242 و338 و425". وأعلن السيد نصرالله ان "لبنان ملتزم ومعني بموضوع الجولان وتلازم الانسحابين من الجنوب ومعه الجولان واللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم الى ديارهم والمقاومة تملك الثبات ومتابعة الجهاد مهما كانت التضحيات كبيرة". "حزب الله" وأكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "الجيش اللبناني لن يقبل ان يكون شرطياً لأمن العدو، والمقاومة مصممة على مواجهة الاحتمالات التي قد تؤدي الى حصول العدو الاسرائيلي على ضمانات امنية". وقال ان "كل العروض ساقطة على الساحة اللبنانية لأن المطلوب هو الانسحاب الاسرائيلي الكامل ولا تفاصيل ولا التزامات مستقبلية تتعلق بأمن العدو او بغيره، دخل بلا استئذان وعليه الخروج بلا استئذان ايضاً من دون اي اتفاق"، رافضاً اي طرح لتعديل تفاهم نيسان أبريل وتحويله الى ترتيبات امنية تحت عناوين مختلفة بعد الانسحاب الصهيوني من الجنوب والبقاع الغربي. وأشار الى ان "التفاهم مرتبط بالواقع والظرف الحاليين وبعد الانسحاب لكل حادث حديث". وقال النائب محمد رعد حزب الله ان "يتوهم البعض بأن الانسحاب دون اتفاق سيعود علينا بالويلات"، مؤكداً انه "في مقابل استخدام العدو لأساليب يعتقدها بأنها لمصلحته سنستخدم بدورنا اساليب ستكون بالتأكيد من مصلحتنا".