أجمعت المواقف المعلنة، أمس، على رفض المقترحات الإسرائيلية لتنفيذ القرار الدولي الرقم 425، وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري "ان اسرائيل تتمنى ان تنسحب من أرضنا وتترجى ذلك ونحن من يملي عليها ذلك". وفي كلام له أمام وفود طالبية من جامعات ومدارس في بيروت قال بري من المصيلح "ان المعركة مع اسرائيل ليست ضد الاحتلال فقط وإنما هي معركة حضارة وحرية ومعركة تحرير الأرض، في قانا لم يميز الإسرائيلي بين مسلم ومسيحي، وفي الجنوب وحّد الدم بين المسلمين والمسيحيين". وفي سن الفيل، أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً الأكثر حشداً له، احياء للذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد المقاومة سناء محيدلي تخللته مواقف لقوى وأحزاب لبنانية من الوضع في الجنوب وفي حضور حشد وزاري ونيابي ملفت. وقال وزير الداخلية نائب رئيس مجلس الوزراء ميشال المر "بعد 20 عاماً من الاجتياح الإسرائيلي يجد العدو نفسه عاجزاً عن قهر الإرادة اللبنانية ويفتش عن مخرج لمأزقه فلا يجده الا مناورة في اعلان الرغبة عن تنفيذ القرار 425 وفق شروط تفرغ القرار من محتواه ولا يختلف في المضمون عن اتفاق 17 أيار مايو الذي اسقطه لبنان جملة وتفصيلاً". ورأى "ان الموافقة الصورية لإسرائيل على تطبيق 425 ليس أكثر من محاولة تهدئة للداخل الإسرائيلي ومحاولة أمام العالم لإظهار ان لبنان لا يريد خروج المحتل من أرضه"، وقال "ان الموقف اللبناني واضح جداً وهو تنفيذ القرار من دون قيد أو شرط أو تفسير أو تبرير، وليس أمام إسرائيل سوى الإلتزام بالسلام العادل والشامل والانسحاب من الجنوب والبقاع الغربي وكل الأراضي المحتلة". وأكد المر "ان لبنان لن يقوم بخطوة منفردة لأن وحدة المسار مع سورية أمر محسوم وفوق كل المصالح والاعتبارات وعلى إسرائيل ان تفهم ذلك". وألقى النائب محمد عبدالحميد بيضون كلمة بإسم الرئيس بري رأى فيها "ان الشريط الحدودي لم يعد يقدم اي استراتيجية سياسية أو عسكرية اسرائيلية بعدما نفذت المقاومة الى عمق المجتمع الإسرائيلي"، وقال "ان ما يطرحه بنيامين نتانياهو ليس اعترافاً بالقرار الدولي ولا توجهاً لتنفيذ هذا القرار إنما مقايضة للجولان بجنوب لبنان". وانتقد تجربة الأحزاب التي شاركت في السلطة وأكد انه "من غير المسموح لهذه التجربة ان تسقط كما انها لا تستطيع الاستمرار على نفس الحال". وانتقد رئيس الحزب علي قانصوه "الذين يروجون لاجراء مفاوضات مع العدو ويباركون اقامة ترتيبات أمنية معه في الجنوب "داعياً الى التعلم من اتفاقات سابقة وعدم المراهنة عن متغيرات وهمية". الى ذلك، رأى النائب محمد فنيش حزب الله أن اي انسحاب جزئي من الأراضي اللبنانية، سيكون ناتجاً عن ضغط المقاومة وقوة فعلها، وأشار الى ان "اي انسحاب لا يلغي حقنا باستمرار المقاومة ومتابعة العمليات طالما ان هناك شبراً واحداً محتلاً". وأضاف فنيش "ان الإسرائيلي يطرح الانسحاب بشكل جدي، نتيجة المأزق الذي يعيشه وليس بسبب اعادة النظر بمنهجية تعامله مع القرارات الدولية"، وأكد على "ضرورة عدم إعطاء اسرائيل أي ثمن لانسحابها". واستبعد "الانجرار الى مشاكل داخلية، إذا كانت هي المقصودة من الانسحاب".