الرئيس شيراك وصف الحرب ضد الشيشان بأنها "خطأ مأسوي لمجمل المنطقة"، وقال انه لا يمكن السكوت عن نتائج هذه الغارات ضد المدنيين. وشاركه الرأي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، واصفاً الغارات التي تشنها روسيا على المسلمين في الشيشان بأنها "جائرة ومخالفة للقيم الانسانية". لكن الرئيس الروسي بوريس يلتسن لم تعجبه تلك الانتقادات وقال موجهاً كلامه لزعماء قمة اسطنبول: "ليس لديكم الحق في انتقادنا من أجل الشيشان". وانتقد الدفاع عن الشيشان "تحت قناع الدفاع عن الحرية وحقوق الانسان" وتوعد بأن "يستمر الهجوم"، مستبعداً "اي مفاوضات مع المجرمين والقتلة"، ومبرراً هجومه بمكافحة الارهاب. وقال: "ينبغي أن ينظر إلى اعتداء الناتو على يوغوسلافيا بالمنظور ذاته". ان عناد يلتسن في عدم الاعتراف بغلطة روسيا في الحرب الجائرة والوحشية ضد المسلمين في الشيشان لا يختلف عن عناد صدام حسين في اصراره على مواجهة العالم في "ام المهالك". اما الولاياتالمتحدة فلسان حالها يقول "لم نأمر بها ولم تسؤنا"، ولا ادل على ذلك من تصريحات الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي دافع بقوة عن الانتقادات الدولية الموجهة الى روسيا بسبب حملتها ضد الشيشان وأقر بحقها في مكافحة الارهاب داخل حدودها، ودعاها بلطف الى التفكير بالسلام. نجحت واشنطن في اخراج روسيا من البلقان والصقت بها وزر معاداة الاسلام، وها هي اليوم تقبل مبدأ مقايضة ما حدث في يوغوسلافيا بما يحدث في الشيشان، وتبارك ضمناً ما تفعله موسكو في غروزني لتقضي على ما تبقى من روسيا المريضة. لكن سكوت اميركا عن الجرائم الروسية في الشيشان لن يعفيها من المسؤولية وسيجعلها في نظر المسلمين شريكة في هذه الحرب التي يذبح ويشرد فيها عشرات الآلاف من الابرياء يومياً بلا ذنب سوى انهم مسلمون.