استبعد خبراء ومسؤولون في الشؤون العربية - الاسرائيلية تحقيق تسوية نهائية للمشاكل على المسار الفلسطيني وحسم الخلافات العالقة، وأجمعوا على عدم حدوث تغيير حقيقي في سياسات الدولة العبرية، رغم تولي حزب العمل رئاسة الحكومة. وعقدت المنظمة العربية لحقوق الانسان حلقة نقاش مساء أول من أمس في مقرها في القاهرة تحت عنوان "مستقبل التسوية.. مئة يوم على حكم باراك" تحدث فيها السفير طاهر شاش مساعد وزير الخارجية المصري السابق، ومندوب فلسطين الدائم في الجامعة العربية السفير محمد صبيح، والكاتب الصحافي الدكتور محجوب عمر، واستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، وحضرها عدد من السفراء والديبلوماسيين العرب في مصر. واعتبر الأمين العام للمنظمة السيد محمد فائق أن "رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك، يختلف عن سلفه بنيامين نتانياهو، فقد ابتعد عن وقاحة الكلام، لكنه احتفظ بوقاحة الفعل، ولفت الى أنه احتفظ بكل مقومات رفض حل القضية، إذ يستمر في ترديد اللاءات الأربع، ويداوم على سياسة الاستيطان". وعرض شاش لمفهوم اسرائيل عن التسوية النهائية وفقاً لتصورات باراك، مشيراً الى أن "رئيس الحكومة الاسرائيلية يتحدث عن دولة فلسطينية مفتوحة السيادة، والاستيلاء على 30 في المئة من أراضي الضفة، والفصل بين الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية، ونفى تعهدات رئيس الوزراء السابق اسحق رابين الانسحاب الكامل من الجولان، ويواصل ممارسة اطماع في مياه جنوبلبنان ويريد تحويل اتفاق ابو مازن - بيلين بشأن القدس الى واقع". يشار إلى أن شاش كان مستشاراً للوفد الفلسطيني الى محادثات واشنطن، على خلفية مشاركته في إعداد الجزء الخاص بالحكم الذاتي في اتفاق كامب ديفيد. لكن صبيح الذي انتقد باراك ووصفه بأنه "ليكودي"، شدد على أنه "لا يوجد ما يدفعنا الفلسطينيون لقبول مزاعم بيلين، ولا يوجد فلسطيني يقبل بدولة على 18 في المئة من الارض"، ولفت الى أن "اقتراح باراك استفتاء الشعب الاسرائىلي، على الانسحاب واقامة الدولة يعد إلغاء لوثائق المفاوضات والاتفاقات، وتجاهلاً للقرارات الدولية"، وقال إن "اسرائيل ستظل في النهاية، جيشاً له دولة". وانتقد المشاركون غياب التنسيق عن عناصر الموقف العربي في مفاوضات التسوية، وهرولة بعض الدول لإقامة علاقات على مستويات مختلفة مع اسرائيل، وشدد المتحدثون على ضرورة سد الثغرات في موقف المفاوض العربي لتحويل محاولات اسرائيل استغلال التناقضات العربية - العربية الى عناصر قوة تدعم موقف المفاوضين على المسارين الفلسطيني والسوري - اللبناني. ولفت الدكتور نافعة الى عدم رغبة اسرائيل في استقدام 40 مليون يهودي يعيشون في دول مختلفة الى داخل الدولة، وقال إن "ما يردده بعض الناس في هذا الصدد غير منطقي لأن اسرائيل تستفيد من وجود هؤلاء حيث هم اكثر مما ستستفيده لو هاجروا اليها". وقال "إن التضخيم في قوة اسرائيل غير صحيح والتقليل من شأنها خطأ، وبلوغها مستوى متقدماً لا يعني اقترابها من مرحلة الانهيار".