هافانا - أ ف ب - وجهت الدول الايبيرية - الاميركية نداء ضمنياً لاحلال الديموقراطية في كوبا خلال قمتها التاسعة، لكن الزعيم الكوبي فيديل كاسترو أكد مجدداً عزمه على المضي في طريق الاشتراكية. واختتم كاسترو مساء الثلثاء اعمال القمة، ودعا الاعلان النهائي للدول ال21 المشاركة الى اعتماد استراتيجية شاملة لمواجهة المشاكل الاقتصادية التي تسببها العولمة والازمة المالية الدولية. وانتقدت الوثيقة النهائية ايضا الحصار الاميركي المفروض على كوبا منذ حوالى أربعين عاما. ودان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار بعنف هذا الحصار. ووصف كاسترو القمة بأنها "مثمرة وممتازة" واعتبر انها عززت "روح الوحدة واهمية الحوار المنفتح". لكن رئيسة بنما ميرييا موسكوسو التي تستضيف بلادها القمة الايبيرية - الاميركية المقبلة اعتبرت ان "الديموقراطية والعدالة والحرية" تبقى مبادئ شعوب القارة الاميركية. ووجه الرئيس المكسيكي ارنستو زيدييو نداء من أجل الديموقراطية، مشدداً على انها "ضرورية للمحافظة على السيادة الوطنية وتعزيزها". وتابع يقول: "لا يمكن ان تتمتع أي أمة بالسيادة من دون رجال ونساء أحرار يمكنهم ان يمارسوا حرياتهم الاساسية". واضاف: "تشكل الديموقراطية شأنها في ذلك شأن اقتصاد قوي ومزدهر، أساساً ضرورياً للتنمية". وكان ممثلون عدة عن الدول الايبيرية - الاميركية بينهم ملك اسبانيا خوان كارلوس والرئيس البرتغالي خورخي سامبايو، والرئيس البرازيلي فرناندو انريكي كاردوسو ذكروا منذ وصولهم الى هافانا الاثنين، ضرورة احترام مبادئ الديموقراطية الفعلية وضمان كل الحريات واحترام حقوق الانسان. على هامش القمة التقى مشاركون عدة مسؤولين في المعارضة الكوبية. في المقابل لم يترك الزعيم الكوبي اي شك يحوم حول عزمه مواصلة اعتماد الاشتراكية، متحدثاً عن "المهمة المستحيلة التي قام بها أشخاص حاولوا اقناع كوبا بالتخلي عن طريق الثورة" منذ انهيار الكتلة السوفياتية. واضاف: "انهالت علينا النصائح من كل حدب وصوب، لكننا نفكر بطريقة مختلفة، ولا نزال عازمين على النضال"، معتبرا "ان ذلك سيكون أصعب من النضالات السابقة". واختتم بقوله: "آستا لا فيكتوريا سييمبري" دائما حتى النصر. وقاطع القمة رؤساء الارجنتينوتشيلي وكوستاريكا وسلفادور ونيكاراغوا. وهي المرة الاولى منذ الثورة الكوبية في 1959 تستضيف هافانا هذا العدد الكبير من رؤساء دول ايبيرية - اميركية قطع معظمها باستثناء المكسيك علاقاتها الديبلوماسية مع كوبا منذ سنوات طويلة. وكانت هافانا التي احتفلت الثلثاء بمضي 480 سنة على تأسيسها، استضافت سنة 1979 قمة لحركة دول عدم الانحياز. وانتقد ممثل عن تشيلي بقوة اسبانيا خلال جلسة مغلقة لانها أخلت في اطار قضية الديكتاتور التشيلي اوغستو بينوشيه بالمبادئ التي يرتكز عليها الاتحاد الايبيري - الاميركي.