نعى معظم قادة العالم الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، إذ اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «رمزاً لعصر»، فيما رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه «جسّد الثورة الكوبية، بآمالها وخيباتها»، ودعا إلى رفع نهائي للحظر الأميركي على الجزيرة. واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن «التاريخ سيحكم على التأثير الهائل» لفيدل. وأعرب عن «صداقته للشعب الكوبي»، مؤكداً أن إدارته «بذلت جهداً كبيراً» لطيّ صفحة «خلافات سياسية عميقة» مع هافانا. لكن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اعتبر أن الراحل كان «ديكتاتوراً وحشياً قمع شعبه طيلة أكثر من ستة عقود»، مضيفاً أن «إرث فيدل كاسترو يتمثّل في كتائب الإعدام والسرقة والمعاناة التي لا يمكن تصوّرها، والفقر وإنكار حقوق الإنسان». وتابع: «تبقى كوبا جزيرة توتاليتارية... وإدارتنا ستبذل كل ما في وسعها لضمان أن يتمكن الشعب الكوبي من بدء مسيرته نحو الازدهار والحرية». ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حليف كاسترو، «الثوار في العالم» إلى «مواصلة إرثه وحمل شعلة الاستقلال والاشتراكية والوطن الإنساني»، معتبراً أن «فيدل مثال للنضال من أجل شعوب العالم». ورأى فيه الرئيس البوليفي ايفو موراليس واحداً من «عمالقة التاريخ» دافع عن «كرامة شعوب العالم»، فيما علّق الرئيس الإكوادوري رافاييل كوريا: «تركنا عظيم، تحيا كوبا! تحيا أميركا اللاتينية». ووجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى الرئيس الكوبي راوول كاسترو، واصفاً فيدل ب «مثال ملهم لدولٍ وشعوب» و «رمز لعصر في تاريخ العالم الحديث»، ومعتبراً انه «كان صديقاً وفياً لروسيا يمكنها الاعتماد عليه». ولفت إلى بنائه «كوبا حرة ومستقلة»، مشيداً ب «شخص قوي وحكيم تطلّع دوماً إلى المستقبل بثقة». وأشار ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، إلى أن «فيدل قاوم وعمل على تحصين بلاده خلال حصار أميركي شرس، عندما كان يتعرّض لضغوط هائلة، واستطاع قيادة بلاده على طريق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستقلة». وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن كاسترو «سيبقى خالداً»، لافتاً إلى أن «الشعب الصيني فقد رفيقاً صالحاً ووفياً». واعتبر هولاند أن الراحل «جسّد الثورة الكوبية، بالآمال التي أثارتها والخيبات التي سبّبتها»، مضيفاً انه «عرف كيف يمثّل بالنسبة إلى الكوبيين الاعتزاز برفض الهيمنة الخارجية». هولاند الذي كان عام 2015 أول رئيس دولة يزور هافانا بعد التطبيع الكوبي – الأميركي، دعا إلى رفع نهائي لحظر «يعاقب» كوبا، ومعاملتها بوصفها «شريكاً في المجتمع الدولي». وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكاسترو، إذ كان «مدافعاً صلباً عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم»، فيما رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الراحل «شخصية فريدة، حارب ضد الاستعمار والاستغلال وكان مثالاً للنضال من أجل استقلال الشعوب المضطهدة». وتحدث البابا فرنسيس عن «نبأ حزين».