يعتبر الايرلندي جيمس جويس، من كتاب القرن العشرين الذين يصعب تحويل نصوصهم الى أفلام، مثله في هذا مثل بروست وسيلين وتوماس مان. ومع هذا ثمة من حاول وفشل. وهناك من حاول وحقق نصف نجاح جون هستون في "أهالي دابلن". واليوم ها هي مخرجة شابة تجرب حظها مع جويس و…في فيلمها الأول. والمشروع عبارة عن حكاية جن صغيرة، كان اسم الساحر فيها ايان ماكغريغور، الممثل الاسكوتلندي، الذي تبنى المشروع كلياً، وحين عجز عن ايجاد منتج له، قرر ان ينتجه بنفسه. الفيلم الذي يحمل عنوان "نورا" ليس مأخوذاً عن نص لجويس، على أية حال، بل عن جزء من سيرته التي كتبت بأسلوبه المتشابك والغامض. وهذا الجزء يتعلق بحكاية حب جويس لنورا، تلك الحكاية التي تدور أحداثها بين دابلن، وتريستا في ايطاليا حيث نفى الكاتب نفسه ذات يوم وكتب بعض روائعه. اذن "نورا" يتحدث عن الحب الكبير في حياة صاحب "يوليس" و"صورة الفنان في شبابه" و"يقظة فينيغان". ايان ماكريغور، الذي حقق نجاحاً كبيراً في "التهديد الخفي" اعتبر تحقيق "نورا" استجابة لحلم قديم لديه، أي منذ اللحظة التي أقنعته فيها المخرجة الشابة باتي مورفي بأنه يصلح لأن يلعب دور جيمس جويس في الفيلم المأخوذ عن نص كتبته برندا مادوكس. وها هو الآن يمثل بحماس في تريستا، مستثمراً في الفيلم أمواله وأموال رفاقه في شركة "ناتشورال نايلون" وفي مقدمتهم زميله الممثل جو دلاو.