} فاز الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندوسي المتطرف اتال بيهاري فاجبايي في الانتخابات الاشتراعية الهندية. لكن تحالف فاجبايي مع حلفاء اقوياء، لا يبشر بالخير على استقرار بلد سيشهد سادس حكومة له في غضون اربع سنوات فقط. نيودلهي - أ ف ب، د ب ا - اظهرت نتائج فرز اصوات اكثر من 350 مليون ناخب هندي امس الخميس، فوز الائتلاف الذي يقوده حزب الشعب جاناتا بارتي بزعامة رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي بغالبية مطلقة طفيفة. وحصل الائتلاف على 290 مقعدا من اصل 545 يضمها البرلمان. اما منافسه الرئيسي، حزب المؤتمر بزعامة صونيا غاندي فمني بهزيمة تاريخيه حيث لا يتوقع ان يحصل وحلفاؤه سوى على 135 مقعدا، علما ان "جاناتا بارتي" لم يحصل بمفرده سوى على 182 مقعدا في مقابل 120 للمؤتمر بمفرده. ويتوقع ان يدعو الرئيس كوتشيريل رامان نارايانان، فاجبايي مطلع الاسبوع المقبل، الى تشكيل الحكومة للمرة الثالثة. وكان فاجبايي تسلم السلطة لثلاثة عشر يوما في 1996 و13 شهرا من آذار مارس 1998 الى نيسان ابريل 1999. وخيمت على الهند امس، الاجواء السياسية نفسها التي كانت سائدة قبل سقوط حكومة فاجبايي بسبب الانشقاقات في الائتلاف الذي يقوده. وكان العنوان الرئيسي لصحيفة "ذي بايونير": "الامس يعود من جديد"، في اشارة الى ان الحزبين الكبيرين: الهندوسي المتطرف و"المؤتمر"، سيجدان نفسيهما مضطرين الى الاعتماد اكثر على حلفائهما و"هي طريقة مهذبة للقول ان شركاءهما سيضعون لهما مسدسا في الرأس". ولن يكون للحزبين في الواقع سوى اكثر قليلا من نصف عدد مقاعد البرلمان. ولم يتجاوز الحزب الهندوسي المتطرف المقاعد ال 182 التي يشغلها حاليا، مما يجعله اكثر اعتمادا على الاحزاب الحليفة له 23 التي دعمته بسبب شخصية رئيس الوزراء المحترمة، على رغم رفضها للعديد من الافكار الراديكالية لحزبه. لكن حصول الائتلاف على حوالي 290 مقعدا، يعني سقوط الحكومة اذا قرر الشريك الرئيسي فيها وهو الحزب الجنوبي، الذي يتوقع حصوله على 30 مقعدا، ان يترك الائتلاف. وقال احد المحللين معلقا: "نظرا الى تجربة البرلمان السابق فان حزب الشعب سيتمكن من الحكم لعام او عامين". وبادر حزبان حليفان لفاجبايي، مبكراً، الى انتقاد قراره زيادة اسعار الديزل فور انتهاء الانتخابات. واذا كان حزب الشعب لم يحقق تقدما فانه يشعر في المقابل بالسعادة لرؤية غريمه التقليدي حزب المؤتمر يواصل هبوطه حيث يتوقع ان يحصل على 120 مقعدا في مقابل 140 كان يشغلها. ورغم الحملة القوية التي قامت بها صونيا لم يستفد حزبها كما حدث من قبل من اسم عائلة "غاندي" السياسية العريقة ومني بهزائم قاسية في راجاشتان شمال واندرا براديش جنوب ومهاراشترا غرب. وتعتبر هذه أسوأ نتيجة يحققها "المؤتمر" منذ إنشائه قبل 113 عاما، هو الذي كان يعتبر في وقت ما حزب "الحكم الطبيعي" وحكم البلاد على مدى خمسة وأربعين عاما تقريبا منذ استقلال الهند عن بريطانيا قبل اثنين وخمسين عاما. وذكرت صونيا غاندي في بيان أصدرته في دلهي أن الحزب يقبل برأي الشعب وسيجري "تقييما عميقا وصريحا، كما سيتخذ إجراء حاسما" لتحليل أسباب تراجعه. وبهذه النتائج يكون فاجبايي أول رئيس وزراء يحتفظ بالسلطة في انتخابين متتاليين، منذ 28 عاما. وكانت انديرا غاندي هي آخر من حقق هذا الانجاز في عام 1971.