} انتهت الانتخابات الاشتراعية في الهند، الثالثة منذ عام 1996، بعد سلسلة من الجولات استغرقت شهراً. ويتوقع ان يسفر عن بقاء رئيس الوزراء الهندوسي المتطرف اتال بيهاري فاجبايي في السلطة، لكن ذلك لن يتم الا بصعوبة وبتقدم ضئيل على حزب المؤتمر، ما اعتبره كثيرون نجاحاً لصونيا غاندي في تجربتها الاولى. وتميزت الجولة الاخيرة باعمال عنف اسفرت عن سقوط 29 قتيلاً، معظمهم من رجال الامن. كما حالت فيضانات دون سير الاقتراع في مراكز عدة شرق البلاد. نيودلهي - أ ف ب - تميزت الجولة الخامسة والاخيرة من الانتخابات في الهند باعمال عنف اسفرت عن سقوط 29 قتيلاً معظمهم من رجال الامن برصاص انفصاليين دعوا الى مقاطعة الانتخابات في اقصى الشمال الشرقي للبلاد حيث يسود نظام قبلي. الى ذلك، قال مسؤولون امس ان الفيضانات عطلت الانتخابات في نحو 400 مركز للاقتراع في ولاية غرب البنغال شرق وعاصمتها كلكتا. ولم يستطع مسؤولو الانتخابات الوصول الى مناطق غمرتها مياه الفيضان0 وكان 133 مليون ناخب دعووا امس الى التوجه الى صناديق الاقتراع في 118 دائرة من اصل 543. وتقع الدوائر ال118 في عشر ولايات من بين الولاياتالهندية ال 25 وفي سبع مناطق. وانتهت بذلك الانتخابات التي بدأت في الخامس من ايلول سبتمبر الماضي. وسيبدأ فرز الاصوات الاربعاء على ان تبدأ النتائج الاولى بالظهور مساء اليوم نفسه. ورسم فاجبايي 72 عاماً الذي سقطت حكومته في نيسان ابريل الماضي بعد حكم دام 13 شهراً، علامة النصر وعلت وجهه الابتسامة بعدما ادلى بصوته صباحاً في مدينة لاكناو عاصمة ولاية اوتار براديش شمال حيث تترشح فيها ايضا صونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر عن مدينة اميثي، التي تعد المعقل التقليدي لعائلة غاندي. وبلغت المنافسة اشدها في تلك الولاية الى درجة ان قوات الامن تلقت تعليمات باطلاق النار على مثيري الشغب فوراً. ورجحت استطلاعات الرأي فوز الائتلاف المكون من نحو عشرين حزباً بزعامة حزب الشعب الهندي على حزب المؤتمر وحلفائه في هذه الانتخابات. والامر الوحيد الذي لم يستطع احد ان يتوقعه بعد، هو حجم هذا الانتصار المحتمل. وهذا امر بالغ الاهمية في بلد يعاني الناخبون فيه من عدم الاستقرار السياسي، اذ لم تسفر كل الانتخابات التي جرت منذ عام 1984 عن حصول اي ائتلاف حزبي على غالبية حاسمة. غير ان بعض الاستطلاعات توقع ان يحصل حزب الشعب ولو بصعوبة على الغالبية المطلقة في البرلمان اكثر من 272 مقعداً. ويتوقع ان تطغى على الاقتراع نتائج المعركة الانتخابية امس في اوتار براديش، اكثر الولاياتالهندية ازدحاماً بالسكان والتي يقطنها 160 مليون نسمة من اصل بليون شخص يشكلون اجمالي عدد سكان الهند. وتضم تلك الولاية 85 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 545 مقعداً. وقال محلل سياسي: "يبدو حتى الان انهم المتطرفون الهندوس وحلفاؤهم سيحصلون على غالبية ضئيلة" مطلقة. ولكنها اقل مما توقعته استطلاعات الراي. وفي المقابل، اعرب حزب المؤتمر عن ثقته في امكان تقدمه على المتطرفين الهندوس وان يقوم رئيس الجمهورية كوتشيريل رامان نارايانان بتكليف الحزب بتشكيل الحكومة المقبلة التي ستكون السادسة خلال اربعة اعوام. واعلنت بريانكا 27 عاماً، ابنة صونيا غاندي، التي تولت قيادة معركة والدتها الانتخابية: "تلقينا شكاوى من مناطق مختلفة من الدائرة ولكني واثقة باننا على الرغم من كل شيء انتصرنا في هذه الانتخابات". الا ان حزب فاجبايي سخر من هذا التفاؤل، مؤكداً ان ان نتيجة الانتخابات "محسومة سلفاً" لمصلحته. وتم تعزيز الاجراءات الامنية شمال شرقي البلاد الذي يشهد منذ استقلال الهند عام 1947، اعمال عنف يقوم بها متمردون على نظام نيودلهي. وهاجم المتمردون قافلة في ولاية مانيبور، ما ادى الى سقوط 16 قتيلا من بينهم خمسة جنود. وقتل خمسة من رجال الشرطة ومدنيان قبيل فتح مكاتب الاقتراع في ولاية آسام في اقصى شمال شرقي البلاد برصاص اطلقه انفصاليون في الجبهة الموحدة لتحرير آسام على احد هذه المكاتب. وفي ولاية تريبورا في المنطقة نفسها، نصب متمردون مكمناً لقافلة من القوات شبه العسكرية، ما ادى الى مقتل خمسة جنود ومدنيين. وقتل رجل في مواجهة بين احزاب متنافسة في بيهار شرق حيث اسفرت اعمال العنف المرتبطة بالايام السابقة للاقتراع عن سقوط اكثر من 40 قتيلاً. وكان ثمانية من عناصر الوحدات شبه العسكرية قتلوا اول من امس في هجوم شنه ناشطو جبهة آسام في الولاية نفسها حيث نشر الجيش دبابات مضادة للالغام.