تضاربت التصريحات الروسية إزاء الانفجارات في سوق غروزني التي راح ضحيتها 140 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، معظمهم من المدنيين، ففي حين نفت وزارة الدفاع مسؤوليتها عن الحادث، أكدت "قوات القوقاز" انه كان نتيجة عملية خاصة شنتها على "تجار السلاح وأبادتهم". ومن جهته دعا الاتحاد الأوروبي موسكو الى وقف الحرب وبدء مفاوضات سياسية فورية مع الشيشان. قدمت موسكو تفسيرات متناقضة للانفجارات في العاصمة الشيشانية التي أدت الى مصرع 140 شخصاً. واعتبر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الحادث "تصفية حسابات" بين الشيشانيين ونفت وزارة الدفاع مسؤوليتها، فيما أكد متحدث باسم قوات القوقاز ان التفجيرات كانت نتيجة "عملية خاصة … لابادة تجار السلاح". وعلى صعيد آخر طالبت غروزني بالافراج فوراً عن رئيس بعثتها الذي اعتقل في موسكو. وفي هلسنكي دعا الاتحاد الأوروبي روسيا الى بدء محادثات سياسية فورية مع الشيشان لوضع حد للحرب. وأكدت هيئة الأركان الشيشانية ان 140 شخصاً قتلوا وجرح أكثر من 300 اثر وقوع ستة انفجارات في السوق المركزية وسط العاصمة قرب القصر الرئاسي. وذكرت ان الأجهزة المختصة عثرت على بقايا صواريخ في مكان الحادث الذي وقع مساء الخميس. ولفت الأنظار ان نشرات الأخبار التلفزيونية المسائية في موسكو لم تشر الى الحادث اطلاقاً، ولم يصدر تعليق رسمي الا صباح الجمعة، اذ اعلنت وزارة الدفاع وقيادة القوات الجوية انها "غير متورطة". وأكدت بلاغات رسمية ان اياً من احياء غروزني لم يتعرض لقصف جوي او مدفعي. وأشار الجنرال فلاديسلاف بوتيلين احد مسؤولي هيئة الأركان العامة ان قصف غروزني بصواريخ كان سيؤدي الى "أضرار اكبر بكثير" مما أعلن عنه حتى الآن. ومن جانبه أكد الناطق باسم وزارة الأمن الكسندر زداتوفيتش ان الوزارة "لا علاقة لها" ولم يستبعد ان يكون الحادث نتيجة انفجار ذخائر قال انها موجودة بكميات كبيرة في السوق. إلا ان رئيس الدائرة الاعلامية لقوات القوقاز الكسندر فيكيتش اعترف بأنها "عملية خاصة" جرت بعد اكتشاف سوق لبيع السلام والذخيرة وقال انها أسفرت عن "ابادة السوق ومما فيه وباعة السلاح". ورداً على سؤال عن اصابة المدنيين قال انهم "لا يتجولون بعد حلول الظلام في سوق لبيع السلاح بل يلزمون بيوتهم… وان كان هناك مصابون فان بينهم باعة سلاح". ولم يوضح الناطق الروسي طبيعة "العملية" لكنه ذكر انها تمت من دون استخدام قوات او اطلاق صواريخ. وأبلغ رئيس الحكومة النبأ عندما كان في طائرة متجهة الى العاصمة الفنلدنية هلسنكي لحضور لقاء مع قيادة الاتحاد الاوروبي. إلا انه امتنع عن الادلاء برأيه طوال 15 ساعة، ثم عقد مؤتمراً صحافياً أكد فيه ان السوق كان "مستودعاً للسلاح ومقراً لقيادات العصابات" ولم يستبعد ان يكون الحادث نتيجة "تصفية حسابات داخلية". واعترف بوتين ان القوات الروسية قامت ب"عمليات خاصة" قال ان هدفها تفادي أعمال ارهابية في مناطق محاذية للشيشان لكنه نفى ان تكون لهذه العملية صلة بالحادث الأخير. الا انه استدرك ان القيادة السياسية "لا يمكن ان تلزم بالموافقة على كل عملية فهناك جهات مختصة لذلك". وأجمع المراقبون على ان ضرب السوق المركزية زاد من تعقيد مهمة بوتين في هلسنكي فقد أعلن رئيس الوزراء الفنلندي بآفو ليبونين رئيس الاتحاد الاوروبي حالياً ان الاتحاد يدعو موسكو الى "الانتقال فوراً الى التسوية السياسية" في الشيشان. وذكر ان بوتين احيط علماً ب"القلق العميق في اوروبا لتدهور الوضع والأنباء الأخيرة عن ضرب أهداف مدنية". وفي اعتراف ضمني بأن لقاء روسيا والاتحاد الأوروبي لم يسفر عن النتائج التي توختها موسكو أكد بوتين ان بلاده ستسعى الى إقناع الاوروبيين بأن "النظام في غروزني مجرم وارهابي". وهذا يتناقض مع اعلان سابق لرئيس الوزراء عن استعداده لاستئناف الحوار السياسي مع غروزني. وتزامن التصعيد الأخير مع خطوة غير مألوفة أقدمت عليها روسيا باعتقال ماير بك فاتشاغايف الممثل العام للجمهورية الشياشنية في موسكو وكان الاتفاق الثنائي يقضي بأنه يتمتع بحصانة. وأعلنت مديرية الشرطة العامة انها اوقفت سيارة فاتشاغايف واثر تفتيشها اكتشفت ان فيها مسدسين، ثم دهمت البعثة الشيشانية ومنزل رئيسها. وصدر أمر باعتقال فاتشاغايف الذي يعد الصديق الشخصي للرئيس اصلان مسخادوف وأحد أقرب مساعديه، لمدة ثلاثة أيام لحين انتهاء التحقيق، فيما ذكرت مصادر مختلفة ان موسكو قد تطلب مبادلته بممثل وزارة الداخلية الروسية فاليري شييغون الذي كان خطف في غروزني.