بدأت القوات الروسية اقامة "حزام امني" في الشطر الشمالي من الشيشان. ومهّد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لذلك باعلانه امس ان موسكو "لا تعترف بحدود" للجمهورية الشيشانية، مؤكداً ان "لقواتنا حقاً مشروعاً في ان ترابط في أي مكان فيها". وردت غروزني على لسان وزير دفاعها الذي هدد بشن "عمليات قتالية في أراضي روسيا"، فيما اسند الرئيس اصلان مسخادوف قيادة الجبهة الشرقية الى شامل باسايف "العدو الاساسي" للروس، في مؤشر الى اتحاد الاطراف الشيشانية في مواجهة اي غزو روسي. راجع ص 7 ونصحت الولاياتالمتحدةروسيا بعدم اجتياح الشيشان ودعتها الى التفاوض مع مسخادوف. ووجه الاتحاد الاوروبي دعوة مماثلة الى موسكو، مبدياً قلقه ازاء تصاعد التوتر في القوقاز. وذكر الناطق باسم الخارجية الأميركية جيمس فولي القيادة الروسية ب"المستنقع" الذي غرقت فيه خلال الحرب الشيشانية 1994-1996. وحذر من ان حربا جديدة في الشيشان ستهدد استقرار منطقة شمال القوقاز بأسرها. وابلغ الجنرال رومان بوبكوفيتش رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي "الحياة" ان القوات الروسية تقوم حالياً باحتلال عدد من التلال والمواقع الارتكازية في الشيشان والسيطرة على "حيز عملياتي" لمنع الطرف الآخر من تسديد ضربات مضادة. وقال ان تفادي الخسائر في صفوف القوات المهاجمة والمدنيين، يقتضي "تفادي اقتحام المواقع المحصنة" وخوض حرب شوارع كما جرى في الحرب السابقة. واعتبر ان التكتيك الأمثل هو "التقدم البطيء على المحاور الاستراتيجية" والسيطرة على المناطق المشرفة على عقد المواصلات. وأبدى الرئيس بوريس يلتسن تأييده "الحزم" الذي يبديه رئيس وزرائه في التعامل مع التطورات في الشيشان، فيما اكد بوتين ان من حق الروس الدخول الى الجمهورية متى شاؤوا، مشيراً الى ان من حق الجنرالات الروس "السيطرة على مواقع تفيدهم" داخل الاراضي الشيشانية، ما شكل اعترافاً ضمنياً ببدء مشروع اقامة "الحزام الامني". ولمحت فاعليات سياسية وصحف في موسكو امس الى ان بوتين يريد تحقيق "انتصار كاسح" في الشيشان يؤمن لانصار الكرملين موقعاً في الانتخابات الاشتراعية المقبلة ويضمن له الفوز في الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة.