طوكيو - أ ف ب، رويترز، د ب أ - ذكرت السلطات اليابانية أمس انها تمكنت من السيطرة على تسرب الإشعاعات الناجمة عن الحادث النووي الأسوأ في البلاد، بعد أكثر من 15 ساعة من حدوثه في احدى محطات انتاج اليورانيوم، حيث تعرض 55 شخصاً للاشعاعات، من بينهم عاملان في حال خطيرة، أصيبا بحروق شديدة في الحادث الذي وقع الخميس وأدى الى اطلاق تفاعل نووي ذاتي في محطة توكايمورا التي تبعد حوالى مئة كيلومتر شمال شرقي طوكيو. وصدرت توصيات مجدداً الى أكثر من 300.000 شخص يعيشون في محيط عشرة كيلومترات حول المحطة بالبقاء داخل منازلهم، بينما تم اخلاء المنطقة القريبة تماماً. وأوقفت شركة "هيتاشي" لصناعة الاجهزة الالكترونية العمل في ثلاثة من مصانعها. واعترف ماكوتو موريتا المتحدث بلسان شركة "جيه.سي.أو" التي تدير المحطة، بأن الشركة تخطت جزءاً من الاجراءات الأمنية المطلوبة مما أدى الى وقوع الكارثة. ويذكر ان المنشأة النووية ذاتها شهدت حوادث عدة على مدار السنوات الماضية. فقبل عامين تعرض 37 عاملاً للاشعاع في حادث حاول القائمون على المنشأة إبقاءه طي الكتمان. وقال كازيو ساتو رئيس لجنة السلامة النووية اليابانية في مؤتمر صحافي في طوكيو ان جهاز رصد النيترون في المحطة أظهر صباح امس وقوف المؤشر عند درجة صفر مما يؤذن بنهاية أول تفاعل متسلسل يحدث عن طريق الخطأ في أي من المنشآت. وقال هيرومو نوناكا الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني في مؤتمر صحافي آخر، ان "الخطر انتهى". ويرقد اثنان من عشرات الموظفين العاملين في المنشأة ممن تعرضوا للاشعاع في احد المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض الناتجة عن التعرض للاشعاع وحالتهم خطرة. وقال الاطباء ان لون جلدهما أحمر، كما لو كانا تعرضا لحروق الشمس، وهذا ما يشير الى أنهما تعرضا لكمية إشعاع تعادل تلك التي قد يتعرض لها المرء في حال انفجار قنبلة ذرية. وأضاف الاطباء ان المريضين يتعافيان من الغيبوبة ورجحوا ان يعانيا لاحقاً من أمراض خطيرة. وأضاف الأطباء ان حالة الرجلين اسوأ من حالة ضحايا التجارب النووية الاميركية في جزر بيكيني عام 1954 . وقال رئيس الوزراء كيزو أوبوتشي امس "إنه لأمر مؤسف حقاً ان يتسبب الحادث في هذا الكم من الاضطراب والقلق للسكان في المنطقة وللشعب الياباني". من جهة اخرى، وصلت امس سفينة محملة قضبان وقود بلوتونيوم من بريطانيا الى أحد الموانئ في مقاطعة فوكوي المطلة على بحر اليابان. وكانت سفينة اخرى نقلت قبل خمسة أيام قضبانا للوقود النووي لاستخدامها في توليد الكهرباء. ويذكر ان تلك الشحنات تثير الانتقادات، خصوصاً لدى المعنيين بشؤون البيئة الذين يخشون من وقوع حوادث نووية كبرى اذا غرقت احدى تلك السفن أو تعرضت لهجوم في عرض البحر. وتأتي الشحنة التي وصلت أخيراً في اطار البرنامج "البلوتوني الحراري" الذي يهدف الى استغلال البلوتونيوم تجارياً في محطات الكهرباء النووية.