طوكيو – رويترز، أ ف ب، يو بي آي – أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان في خطاب وجهه الى الأمة بعد مرور أسبوعين على الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد بقوة 9 درجات في 11 الشهر الجاري وأدى الى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص و17 ألف مفقود، ان محطة فوكوشيما دايتشي النووية (شمال شرق) المتضررة، لا تزال في حالة غير مستقرة. وحذر كان السكان من الشعور بالارتياح من السيطرة على الموقف في فوكوشيما، وقال: «لم يقترب الوضع في المحطة من الحد الذي يمكن أن نشعر فيه بارتياح. نبذل جهوداً لمنع تفاقم الوضع، ويجب أن نظل على أهبة الاستعداد». وأكد أن حكومته ستواصل مشاركة المعلومات عن انتشار الجزيئات المشعة من المحطة، وقال: «كشفنا بسرعة عن المعلومات للمواطنين والمجتمع الدولي بطريقة شفافة. وفي الوقت ذاته أوضحنا تماماً التأثير في الصحة وسنواصل هذا النهج». وأمس، شجعت الحكومة السكان الذين يعيشون على مسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومتراً من محطة فوكوشيما على مغادرة منازلهم، فيما أعلنت وزارة الصحة اليابانية اكتشاف مستويات إشعاع من «السيزيوم المشع» أعلى من الحدود المسموح بها في خضار زرعت في طوكيو، وذلك للمرة الأولى منذ 11 الشهر الجاري. إصلاح أضرار فوكوشيما وأعلنت شركة «طوكيو الكتريك» (تيبكو) المشغلة لمحطة فوكوشيما، أن إعادة تشغيل تجهيزات التبريد المتوقفة في المحطة لمنع انبعاث إشعاعات منها والتي تثير قلق البلاد والعالم، قد يستغرق شهراً. وحذرت «تيبكو» من أن حوض المفاعل الرقم 3 الذي يحوي قضبان وقود قد يكون تضرر، مع عدم استبعادها رفع مستوى حادث فوكوشيما من الدرجة الخامسة الى السادسة على سلم يتألف من سبع درجات. وأكدت الشركة أن عمليات تبريد المفاعلات بخراطيم مياه مستمرة لتفادي انصهار قضبان الوقود، بينما تتقدم أشغال إعادة التيار الكهربائي ببطء بسبب خطورة الموقع، غداة إدخال ثلاثة عمال مشوا في بركة ماء تحتوي على كمية كبيرة من الإشعاعات، ما أصاب اثنين منهما بحروق في القدم حتمت إدخالهما المستشفى، مع العلم ان 17 عاملاً تعرض لإشعاعات أعلى من المستوى المسموح منذ 11 آذار. واتهمت وكالة السلامة النووية اليابانية «تيبكو» بعدم اتخاذ إجراءات ملائمة لحماية فنييها الذين يناضلون ليلاً ونهاراً مع مئات من رجال الإطفاء والجنود لتجنب كارثة نووية. أما الحكومة فأمرت «تيبكو» بتحسين إدارة الموظفين لتجنب تكرار حوادث مماثلة في المستقبل، وطلبت توضيح كيفية تعرض العمال لإشعاعات. ومع استمرار تسرب إشعاعات من حين الى آخر من مفاعلات فوكوشيما، تراجع عدد الزوار الأجانب الذين يصلون الى مطار ناريتا الدولي قرب طوكيو حوالى 60 في المئة، كما فرّ حوالى 20 الف اجنبي من البلاد. وبعد الولاياتالمتحدة وأستراليا وكندا وروسيا والصين وكوريا الجنوبية، فرضت دول أخرى في آسيا والبلدان ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عمليات مراقبة على منتجات طازجة مصدرها شمال شرق اليابان والتي لم يعد لديها أسواق في الخارج عملياً. وأعلنت سنغافورة اكتشاف تلوث إشعاعي في أربعة أنواع من الخضروات القادمة من اليابان. كما منعت تايوان استيراد مواد غذائية من خمس مقاطعات. وفي الصين، أدخل يابانيان قدما على متن رحلة تجارية من طوكيو ويتحدران من منطقتين تقعان في قطر يبعد بين 200 و350 كيلومتراً عن محطة فوكوشيما، الى المستشفى بسبب إصابتهما بمستويات إشعاعات عالية. على صعيد آخر، أعلنت شركة «نومورا» للوساطة المالية أن نقص الكهرباء في اليابان قد يقلص الأرباح المتكررة بنسبة خمسة في المئة أو 1.4 تريليون ين (17 بليون دولار) للشركات المقيدة على مؤشرها الذي يضم 400 شركة في السنة المالية التي تبدأ في الأول من نيسان (ابريل) المقبل. وقالت أكبر شركة لتداول الأوراق المالية في اليابان: «نرى خطراً متنامياً من المشاكل المستمرة في إمداد الكهرباء للشركات التي تغطيها طوكيو للكهرباء وتوهوكو للكهرباء». وأضافت أن «نحو 45 في المئة من السلع المصنعة في اليابان تأتي من المنطقة التي تغطيها هاتان الشركتان، وأن نقص الكهرباء بنسبة 10 في المئة سيقلص إنتاج المصانع اليابانية بنسبة 4 في المئة». وتواجه شركة «طوكيو للكهرباء» صعوبة كبيرة في مواصلة تزويد منازل وشركات بالكهرباء، بعد تعطل مفاعلات نووية ومصادر أخرى لتوليد الكهرباء بسبب الزلزال. وفي بيونغيانغ، أعلن كانغ جين سوك مدير المكتب الكوري الشمالي للزلازل أن زلزال اليابان تسبب بحركات تكتونية في كوريا الشمالية دفعتها نحو 5 سنتيمترات نحو الشرق. وأشار كانغ إلى أن المياه الجوفية بدأت في الارتفاع والانخفاض في شكل كبير فوراً بعد الزلزال، وجفت ينابيع في بعض المناطق حيث رصدت ظواهر أخرى أيضاً». وقال الخبير الكوري الشمالي إن «الزلزال هو الرابع الأكبر المسجل في العالم، مبدياً تخوفه من استمرار الهزات الارتدادية الناجمة عنه لبعض الوقت. وأوضح أن وجهات نظر تقول إن هزات ارتدادية بقوة 7 إلى 8 درجات قد تستمر في السنوات أو العقود المقبلة، «ما يجعل الوضع مقلقاً جداً».