طوكيو، بكين، فيينا – رويترز، أ ف ب - أكدت منظمة الصحة العالمية أمس، رصد إشعاعات في أغذية بعد الأضرار التي ألحقها الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في 11 الشهر الجاري بمحطة فوكوشيما دايتشي النووية، محذرة من مواجهة «وضع خطر»، في وقت انبعث للمرة الأولى منذ الأربعاء الماضي دخان رمادي فوق مبنى المفاعل الرقم 3 الذي يثير القلق الاكبر في المحطة، ودخان ابيض من المفاعل الرقم 2، في اشارة الى ان اخطار حصول كارثة نووية لا تزال قائمة. وارتفع عدد قتلى الزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي اعقبته الى 8450 قتيلاً والمفقودين إلى 12931 مفقوداً. وقال بيتر كوردينغلي الناطق باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لغرب المحيط الهادئ، والذي يقيم في مانيلا: « الوضع اكثر خطورة مما اعتقده اي شخص خلال الأيام الأولى للكارثة على صعيد انحصار المشكلة في دائرة تراوح بين 20 و30 كيلومتراً من محيط المحطة المتضررة». وزاد القلق تلوث خضروات وألبان على رغم طمأنة المسؤولين الى أن مستويات الاشعاع غير خطرة، وكذلك اتخاذ الحكومة قرار وقف كل شحنات السبانخ من أربع مقاطعات تحيط بالمحطة النووية، وحظر شحنات الحليب من فوكوشيما، قبل ان تحض السكان قرب المحطة على عدم شرب مياه الصنابير بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع. وتستورد اليابان الغذاء، لكنها تصدّر كميات كبيرة من الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والأطعمة البحرية الى أكبر أسواقها في هونغ كونغ والصين والولايات المتحدة. وأكدت الصين انها ستراقب الأغذية المستوردة من اليابان، فيما اعلنت كوريا الجنوبية انها ستوسع نطاق عمليات التفتيش على الإشعاع في المنتجات الغذائية الزراعية اليابانية المصنعة والمجففة، بعدما اقتصر الإجراء على المنتجات الطازجة. وفي موقع المحطة المتضررة، نجح مهندسو شركة «طوكيو الكتريك» (تيبكو) في مد كابلات كهرباء الى المفاعلات الستة، وأعلنوا بدء تشغيل مضخة للمياه في المفاعل رقم 5 لخفض درجة الحرارة، لكنهم واجهوا مشكلة تصاعد دخان رمادي مجدداً من المفاعل رقم 3 الذي يحتوي على مزيج «اوكسيد البلوتونيوم» و»اوكسيد اليورانيوم» الذي يبعث اشعاعات اكثر تلوثاً من تلك المنبعثة من وقود اليورانيوم. واضطرت الشركة الى إجلاء عمال من محيط مبنى المفاعل الرقم 3، قبل ان يرتفع دخان أبيض من فوق المفاعل الرقم 2، مع تأكيدهم حصول تغيير لم تحدده في مستوى الإشعاع. في المقابل، اعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان ان الوضع يتحسن ببطء في المحطة النووية، فيما ابدى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو خلال اجتماع طارئ عقده مجلس حكام الوكالة ثقته بأن اليابان «ستتغلب بفاعلية على الأزمة التي لم تحل بعد وتواجه اخطاراً كبيرة». وأعلنت الحكومة ان محطة فوكوشيما ستغلق نهائياً بعد حل الأزمة، وسط توقعات بأن يستغرق تفكيكها بالكامل نحو عشر سنوات، بسبب ارتفاع نسبة الإشعاع.