افاد تقرير صحافي في بريطانيا امس ان حلف شمال الاطلسي تعمّد قصف السفارة الصينية في بلغراد بعدما اكتشف ان مقر السفارة كان يستخدم في بث اتصالات عسكرية يوغوسلافية. ونفى الاطلسي هذا النبأ الذي اثار جدلا عشية زيارة الرئيس الصيني لبريطانيا. لندن - رويترز - نقلت صحيفة "اوبزرفر" البريطانية امس الاحد عن ضابط استخبارات غربي لم تنشر اسمه، ان الحلف تعمّد قصف مقر السفارة الصينية في بلغراد، بعدما اكتشف ان المقر كان يستخدم في بث اتصالات عسكرية يوغوسلافية. وقال الضابط ان "حلف شمال الاطلسي تعقب اجهزة ارسال لاسلكية في بلغراد من بينها جهاز في منزل الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش خلال حربه الجوية ضد يوغوسلافيا". واضاف: "عندما قصف مقر اقامة الرئيس في 23 نيسان ابريل الماضي اختفت الاشارات لمدة 24 ساعة. وعندما عادت الاشارات في الاثير مرة اخرى، اكتشفنا انها تأتي من مجمع السفارة الصينية". واسفرت صواريخ الكروز الثلاثة التي اصابت السفارة في السابع من ايار مايو الماضي، عن مقتل ثلاثة صينيين وتسببت في توتر سياسي بين الاطلسي وبكين. وانحى مسؤولون كبار في الولاياتالمتحدة والحلف باللائمة في الهجوم على خطأ في تحديد الهدف بسبب خرائط قديمة. وقالت "اوبزرفر" ان ضابطا في مراقبة حركة الطيران في حلف شمال الاطلسي في نابولي ابلغها ان السفارة الصينية كانت موجودة في مكانها الصحيح على خريطة تتضمن "المواقع غير المستهدفة" والتي شملت الكنائس والمستشفيات والسفارات. واضاف ان السفارة استبعدت من اللائحة، بعدما اكتشفت اجهزة الاستخبارات الالكترونية لحلف الاطلسي انها تعيد بث اتصالات الجيش اليوغوسلافي للوحدات الموجودة في الميدان. وتكهنت الصحيفة ان يكون الصينيون ساعدوا ميلوشيفيتش في تسهيل الحصول على تكنولوجيا تفادي أجهزة الرادار التي كانت موجودة على متن طائرة قاذفة اميركية من طراز "اف 117 ستيلث" اسقطت في يوغوسلافيا في الايام الاولى من الهجوم الجوي لحلف الاطلسي. واضافت: "هناك شكوك ايضا في ان الصينيين كانوا يراقبون الهجمات على بلغراد بصواريخ كروز من أجل تطوير وسائل مضادة فعالة ضد الصواريخ الاميركية". ونفى مسؤول في مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسيل تقرير الصحيفة. ولكن من المحتمل ان يشعل هذا التقرير التوتر الديبلوماسي عشية زيارة يقوم بها الرئيس الصيني جيانغ زيمين لبريطانيا هذا الاسبوع. وقال المسؤول في الاطلسي عن تقرير "اوبزرفر": "على حد علمي فإنه غير صحيح".