اتهم رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي قادة الحركة الاسلامية بين فلسطينيي 1948 بتدبير الاعتداء الذي تعرض له اول من امس، في حين نفى النائب من التيار الاسلامي عبدالمالك دهامشة التهمة وقال النائب عزمي بشارة رئيس التجمع الوطني الديموقراطي ان "التفكّك العربي هو الذي مكّن الحكومة الاسرائيلية من ان تفرض حلاً لقضية بناء المسجد بالقرب من كنيسة الناصرة وذلك بعد عجز الهيئات العربية المحلية عن اخذ المبادرة". وكان جرايسي اصيب بجروح طفيفة في ذراعه بعد تعرضه لهجوم من قبل معتدين مجهولين، وقال ناطق باسمه انه تعرّف بين المهاجمين على "شقيق الرجل الثاني في اللائحة الاسلامية المنتخبة لعضوية المجلس البلدي". وحصل ذلك بعدما تأكد ان الحل الذي اقترحته الحكومة الاسرائيلية يقضي بوضع حجر الاساس لبناء المسجد في الشهر القادم، على ان يبدأ البناء بعد اتمام زيارة البابا ويكون المشرف مهندساً تعيّنه الحكومة. واستنكرت الحركة الاسلامية في الناصرة الاعتداء الذي تعرض له جرايسي مساء السبت عقب تجمع عام في "بيت الصداقة" في المدينة. وكان صفوان الفاهوم مدير مكتب رئيس بلدية الناصرة اعلن امس ان مهاجمي جرايسي "شتموا رئيس البلدية اولاً ثم لكموه، وكانوا يحملون قضباناً من الحديد وشهر احدهم مسدسه". ونفى عضو الكنيست الاسرائيلية عبدالمالك دهامشة، وهو من لائحة القائمة العربية الموحدة ومن التيار الاسلامي في الوسط العربي في اسرائيل في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" امس اي صلة للحركة الاسلامية بالاعتداء على جرايسي وقال: "اننا نشجب ما حدث وندين اي عنف، وكلنا شركاء في نبذ هذا العنف ونستغرب ان جرايسي انحى باللوم على الحركة الاسلامية، فنحن نرفض العنف ولا يمكن ان نقبل به". ورداً على سؤال ل"الحياة" عن الوضع الحالي للقضية التي باتت تُعرف باسم "شهاب الدين" في الناصرة، واعلان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي قرار الحكومة الاسرائيلية الموافقة على بناء مسجد على ارض شهاب الدين قرب كنيسة البشارة قال دهامشة: "كان هناك مسجد على هذه الارض ومدرسة تعلّمت انا فيها شخصياً. وفي بداية القرن كان الأتراك يستخدمون المبنى كثكنة عسكرية. وقد أمر جرايسي عام 1997 بهدم المبنى، فدبّ الخلاف واجمع الوسط العربي كله على وجوب إقامة المسجد". واضاف: "هذا الموقع لم يدّع أحد غير المسلمين ملكيته. انه وقف اسلامي. واسرائيل صادرت كل الاوقاف الاسلامية. ولو افترضنا انه ليس وقفاً اسلامياً وقلنا انه لنا نحن المسلمين، فلماذا يقف جرايسي ضدنا ويقول ان الموقع ارض للدولة؟". وكان وزير الامن الداخلي اعلن ان المسجد الذي وافقت الحكومة على اقامته لن يُبنى قبل العام المقبل وانه يجب في غضون ذلك، وقبل 8 تشرين الثاني نوفمبر المقبل ازالة الخيمة المقامة على ارض شهاب الدين كمسجد موقت. وسئل دهامشة عما اذا كان مسلمو الناصرة سيوافقون على ازالة الخيمة فقال: "نقبل بذلك فقط اذا تمكنا من وضع حجر الاساس للمسجد واطلعنا على خرائط بنائه، ولن نقبل من الحكومة الاسرائيلية مماطلة تؤخر بناءه لسنوات". وقال ل"الحياة" سلمان ابو حمد رئيس الهيئة السياسية في الحركة الاسلامية رئيس قائمة الناصرة الموحدة ان حركته تدين الاعتداء على جرايسي "وليس لنا علاقة بالاعتداء الآثم من قريب او من بعيد". واضاف: "اننا ندعو اهالي الناصرة الى التحلي بالصبر واعتماد الحوار بعيداً عن التطرف". وزاد ان شهاب الدين الذي يسمى الموقع المثير للجدل باسمه هو "ابن اخت صلاح الدين الايوبي واستشهد مع اخيه عامر الدين في معركة حطين ودُفن وأُقيم له ضريح على ارض فضاء في الناصرة، والمسلمون يؤمون هذا الموقع منذ نحو 800 عام. والارض وقف للمسلمين ولدينا وثائق عدة تثبت ذلك". وذكر ان كتاباً عنوانه "ما وراء الكاتدرائية: المسلمون والمسيحيون في الناصرة" من تأليف الكاتب الاميركي تشيد ايميد من جامعة شيكاغو يضم خريطة وضعها رحالة الماني تشير الى مسجد صغير على أرض شهاب الدين. وقال بشارة في اتصال أجرته معه "الحياة" ان هناك استياء في الوسط العربي من لجوء طرفي النزاع الى الحكومة الاسرائيلية بدل السعي الى ايجاد "حل عربي"، وهو الأمر الذي دعا اليه التجمع الوطني الديموقراطي منذ بدء الازمة.