اندلعت مواجهات عنيفة فجر امس الثلاثاء في وسط مدينة الناصرة بعد أن بدأت جرافات إسرائيلية تنفيذ أمر هدم أصدرته ما يسمي ب "دائرة أراضي إسرائيل" لمسجد "شهاب الدين" المحاذي لكنيسة "البشارة" بحجة البناء غير المرخص. ونفذ أمر الهدم بعد أن أصدرت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة بناء على قرار سياسي الاسبوع الماضي أمرًا بهدم المسجد وإقامة ساحة جديدة في المكان. ووصف المسلمون الموجودون في المنطقة تلك الخطوة من جانب إسرائيل بانها "مستفزة". ووصف العضو العربي بالكنيست الاسرائيلي عبد المالك الدهامشة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الامريكي جورج بوش بانهما "المحور الجديد للشر" الذي يحارب الاسلام. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المواجهات التي امتدت من وسط المدينة إلى الحي الشرقي أسفرت عن طعن شرطي إسرائيلي بعنقه وإصابته بجراح متوسطة إلى طفيفة. كما اعتقلت الشرطة الاسرائيلية ثمانية متظاهرين حتى الآن من بينهم سلمان أبو أحمد رئيس الحركة الإسلامية ونائب رئيس البلدية في مدينة الناصرة. وأفادت الصحيفة أن قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية يصل تعدادها إلى 500 فرد سدت جميع الطرق المؤدية إلى المسجد ومنعت المسلمين من التوجه إليه لاداء صلاة الفجر في الوقت الذي بدأت فيه الجرافات في هدم المسجد فجرًا. ووصل عشرات المسلمين إلى المكان للتصدي لعملية الهدم فدخلوا في مواجهات مع الشرطة واعتقل العديد منهم. وأطلق على العملية اسم "ثلج أبيض". ونقلت يديعوت أحرونوت عن نائب رئيس بلدية الناصرة سلمان أبو أحمد قوله "نطلب من جميع سكان المدينة أن يعارضوا بصورة ديمقراطية وشعبية هذا العمل أحادي الجانب. هذا يعد استفزازًا. ويقول مراقبون ان اسرائيل منعت بناء المسجد وهدمت اساسه ارضاء للفاتيكان وكنائس امريكية على حساب المسلمين. والكنيسة مقامة في الموقع الذي يعتقد المسيحيون ان الملك جبريل عليه السلام بشر فيه السيدة مريم العذراء بحملها المنتظر بالسيد المسيح. ومنحت اسرائيل الوقف الاسلامي تصريحا عام 1999 ببناء المسجد في موقع قريب يضم قبر شهاب الدين ابن اخ صلاح الدين الايوبي الذي اخرج الصليبيين من الاراضي المقدسة قبل ثمانية قرون. وازعج مشروع اقامة مسجد بالقرب من الكاتدرائية الاقلية المسيحية من سكان الناصرة ومس التوازن الديني الهش في هذه البلدة الفلسطينية التي شهدت اعمال شغب طائفي في ابريل نيسان عام 1999 . واستجابت اسرائيل لطلب الفاتيكان والكنائس الامريكية. وصدر قرار من مجلس الوزراء في مارس اذار عام 2002 بانهاء اعمال بناء المسجد على اساس ان الوقف الاسلامي لم يحصل على تصاريح البناء اللازمة.وصدقت محاكم اسرائيلية على القرار. الجنود الاسرائيليون يستخدمون القوة ضد المحتجين