اتهم العماد ميشال عون، في تصريح امس، دمشق بالوقوف وراء السجال الكلامي الدائر في لبنان. وقال ان "الاستحقاق الكبير المتمثل بالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب المحتل والذي سيؤدي الى مطالبة القوات السورية بمغادرة لبنان، هو الخطر الاكبر الذي يهدد الاستراتيجية السورية الهادفة الى البقاء في لبنان حتى استيعابه كلياً بعد تهجير الرافضين لهذا الاحتلال بكل الوسائل القمعية السياسية والاقتصادية والامنية". ورأى ان "هذا التراشق السياسي يبرز فوضى النظام، مترافقة مع انفجارات في مناطق حساسة، ما يسمح لأقلام مأجورة برجاء سورية لإبقاء قواتها في لبنان". واعتبر عون ان "الحكم الحالي اللبناني المنبثق من الارادة السورية والمعارضة الحالية العاملة تحت السقف السوري هما حجران في لباس واحد، يعملان اليوم متفرقين ما فعلاه بالامس متضامنين ولم يعد امامهما غير الفوضى السياسية والقلق الامني وسيلة لتبرير استمرار الحكم السوري في لبنان". وأضاف ان "السقوط المتتالي للهدنة السياسية رغبة سورية لإبعاد اللبنانيين عن كل المواضيع المتعلقة بمصيرهم، وتركهم يواجهون الاستحقاقات الاقليمية بالفراغ المطلق، فيهرعون عندها الى دمشق لتطبق ما يناسبها من حلول، في وقت تغرق المراجع اللبنانية في مواضيع هامشية". وانتقد رئيس الحكومة سليم الحص لتركيز خطابه على المطالبة فقط بالقرار الدولي الرقم 425 واغفاله آليته التطبيقية المتمثلة بالقرار الرقم 426". وسأل "ألم يحن الوقت للمطالبة بتطبيق القرار الرقم 520" الذي يدعو الى انسحاب كل القوات الغريبة. وشارك عون امس في قداس في باريس عن راحة أنفس الذين سقطوا خلال العملية العسكرية لإطاحته عام 1990، في حضور ضباط سابقين ومسؤولين في تياره ورئيس "التجمع من اجل لبنان" سيمون ابي رميا ووفد من "القوات اللبنانية". ودعا المونسنيور بطرس حرفوش في عظته الى "وقفة حرة لانقاذ لبنان الذي تخلّى عنه الاصدقاء والاشقاء". والتقى عون بعد القداس أبناء الجالية اللبنانية الذين شاركوا فيه.