بحث الرئيس السوري حافظ الأسد مع رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص التطورات في المنطقة والتهديدات الاسرائىلية المتواصلة بتوجيه ضربة عسكرية الى لبنان. واستقبل الرئيس الأسد الرئيس الحص ظهر امس لمدة أربع ساعات وربع الساعة، جرى خلالها البحث في العلاقات الثنائية، اضافة الى التطورات الإقليمية والإتصالات الجارية على الصعيد العربي والتمهيدات لاجتماع وزراء الخارجية العرب آخر الشهر الجاري للبحث في الملف العراقي. وقال الرئيس الحص اثر اجتماعه مع الرئيس الاسد ان اللقاء "شكّل فرصة طيبة للتحدث في مختلف الشؤون والقضايا التي تهم البلدين الشقيقين، كما عرضنا للتصعيد الاسرائيلي الذي تعرض له لبنان اخيراً بوتيرة يومية، وتناول البحث الوضع في المنطقة العربية"، مؤكداً ان اللقاء "كان في منتهى الايجابية ومفيداً جداً اكدنا فيه التزام لبنان وحدة المسارين على صعيد مسيرة التسوية، كما اكدنا تصميمنا على مواصلة العمل المشترك توطيداً للعلاقة المميزة بين البلدين". وانتقل الحص، يرافقه نظيره السوري محمود الزعبي الى قصر الروضة في العاصمة السورية حيث أقام مأدبة إفطار على شرفه، في حضور عدد من كبار المسؤولين السوريين. والتقى الحص نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام قبل مغادرته دمشق. وزيارة الحص هي الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة. وتردد في بيروت ان الزيارة تمهيد لانعقاد المجلس الأعلى اللبناني - السوري الذي يترأسه الأسد والرئيس اللبناني أميل لحود، خلال أسابيع، كما ان مصادر مطّلعة لم تستبعد ان ينعقد لقاء بين الأسد ولحود قبل موعد اجتماع المجلس الأعلى. الى ذلك، غادر رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري بيروت الى دمشق، جواً، يرافقه الوزيران السابقان فؤاد السنيورة وباسم السبع. وقالت مصادر ان الحريري سيجري غداً لقاءات مع مسؤولين سوريين. وكانت اذاعة دمشق توقّعت "ان يقوم نتانياهو بعدوان واسع على لبنان في محاولة لتلميع صورته البائسة وتحسين مركزه". وطالبت العرب "بمراجعة موقفهم وتنسيق سياستهم والوقوف صفاً واحداً وراء سورية ولبنان والشعب الفلسطيني". من جهة اخرى، قال عضو الكنيست الاسرائىلية رال كوهين ان "رئيس الحكومة نتانياهو يدرس إمكان تنفيذ عملية عسكرية في لبنان أو في الخليج في محاولة لزيادة التوتر في المنطقة خدمة لمصالحه الانتخابية". وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ان "نتانياهو تقدّم بطلب الى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست لتنفيذ هذه العملية".