التقى أمس الرئيس الفرنسي جاك شيراك رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في قصر الأليزيه، وانضم الى اللقاء في وقت لاحق مستشارا الرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت وجان فرنسوا جيرو. وأعلن قسم الصحافة في الرئاسة الفرنسية أن الحريري حرص على ضرورة ابقاء العلاقات الاستثنائية بين فرنساولبنان القائمة منذ سنوات وخصوصاً بعد تولي شيراك رئاسة الجمهورية. وقال الحريري ل"الحياة": ان الرئيس شيراك طلب أن تبقى العلاقات الفرنسية - اللبنانية على ما كانت عليه منذ توليه الرئاسة. وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة ان الرئاسة الفرنسية تنظر الى التغييرات في لبنان مع العهد الجديد بحذر، وان شيراك ينتظر في ضوء التطورات اجراء تقويم جديد للعلاقات الثنائية، استناداً الى ما يقوم به الفريق الحكومي الجديد. وتحدثت المصادر عن الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الفرنسية هوبير فيدرين برئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص غداة العدوان الإسرائيلي في 22 كانون الأول ديسمبر الماضي على بلدة جنتا البقاعية، وقال المصادر "ان الوزير الفرنسي أراد من خلال أول اتصال رفيع بين باريسوبيروت تطمين الجانب اللبناني الى الدعم الفرنسي، لا سيما وأن باريس مدركة ان هناك نوعاً من الحذر والابتعاد من جانب الرئاسة الفرنسية منذ اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة في لبنان". ورأت المصادر ان "شيراك يتخوف من تقلب الأوضاع واضطرابها في لبنان، الى جانب تخوفه من الوضع الخطير في الجنوب نتيجة السياسة الإسرائيلية مما يضيف أزمة جديدة الى الأزمات الراهنة في المنطقة وفي طليعتها تعطيل المسار الإسرائيلي - الفلسطيني والوضع الراهن في العراق. وكان الحريري التقى في باريس وقبل عودته مساء أمس الى بيروت، النائب نسيب لحود الذي زاره لتهنئته لمناسبة حلول العام الجديد. وتجدر الإشارة الى ان الحريري وصل الى باريس آتياً من الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث التقى، أثناء وجوده هناك في زيارة خاصة، رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسن الذي أثار معه - حسب مسؤول في البنك الدولي - موضوع العلاقات الاقتصادية بين البنك ولبنان، موكداً أنه "سيجري تقويماً للعلاقة في غضون الأشهر الأربعة المقبلة على ضوء ما ستكون عليه السياسة الاقتصادية الجديدة في لبنان". كما التقى الحريري مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مارتن أنديك في مطار دالاس في واشنطن وهو في طريقه الى باريس. وذكرت مصادر أميركية ل"الحياة" ان أنديك رغب في معرفة الأسباب التي أملت التغييرات في لبنان، التي ترتبت على اعتذار الحريري عن تأليف الحكومة الجديدة، وقالت "ان ثمة قلقاً لدى واشنطن من التطورات في المنطقة، أكان بالنسبة للبنان وجنوبه أو في خصوص سورية، حيث أدت التظاهرات، الشعبية التي شهدتها دمشق غداة الضربة الأميركية على العراق واستهدفت منزل السفير الأميركي ريان كروكر، الى تساؤلات عديدة لدى الجانب الأميركي عن سبب عنف هذه التظاهرات، فواشنطن تدرك ان لا يمكن حصولها من دون موافقة رسمية لها.