اعرب الصرب عن رفضهم للدعوة التي وجهتها مجموعة الاتصال الدولية الى طرفي النزاع في كوسوفو للتفاوض حول صيغة تسوية في الاقليم واكدوا على وجوب الأخذ في الاعتبار ان اقليم كوسوفو "قضية داخلية" صربية ويوغوسلافية. وفي الوقت ذاته، تحفظ قادة الألبان على الدعوة الى التفاوض "من دون شروط مسبقة" واعتبروها انها لا توفر الاجواء الملائمة لحوار دون انسحاب القوات الصربية من الاقليم وتوقف العنف الذي يتعرض له السكان الألبان. وعلى الرغم من الجهود الديبلوماسية الرامية الى انهاء النزاع في كوسوفو، تواصل القتال امس في ثلاث جبهات رئيسية الى الشمال من العاصمة بريشتينا وفي مناطق غرب الاقليم وجنوبه، قرب الحدود مع البانيا. وأفاد المراقبون الدوليون انهم شاهدوا 24 جثة لاشخاص يرتدون ملابس مدنية وجثة واحدة لشرطي صربي قرب قرية روغوفا في بلدية ديتشاني في غرب الاقليم و"انهم يجرون تحقيقاً حول الظروف التي احاطت بمقتل هؤلاء الاشخاص". واصدر المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا بياناً افاد ان الحادث وقع "عندما تعرضت دورية للشرطة الى هجوم وان القتلى الألبان هم من ارهابيي جيش تحرير كوسوفو ولقوا حتفهم خلال الاشتباك". ولا يستبعد المراقبون ان تكون عمليات القتل الجماعي ضد القرويين الألبان بايعاز من مسؤولين كبار في الحكومة الصربية خصوصاً بعدما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن تقرير استخباراتي مضمون مكالمة هاتفية طلب فيها نائب رئيس حكومة الاتحاد اليوغوسلافي نيكولا شائينوفيتش من وزير داخلية صربيا فلايكو ستويكوفيتش في 15 الشهر الجاري، اصدار اوامر الى قوات الشرطة والجيش لپ"القيام بعملية واسعة لمطاردة قتلة ثلاثة من رجال الشرطة الصربية في منطقة قرية راتشكا". وفي المقابل، اعتبرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس ان ما كتبته "واشنطن بوست" هو "قنبلة دعائية جديدة تهدف الى تضليل الرأي العام العالمي في شأن نتائج التحقيقات التي توصل اليها خبراء الطب الشرعي اليوغوسلافي والتي اكدت عدم وجود ادلة تشير الى ارتكاب مجزرة ضد السكان في راتشكا". مجموعة الاتصال ومن جهة اخرى، وضع وزراء خارجية مجموعة الاتصال الدولية في اجتماعهم امس في لندن جدولاً زمنياً للتوصل الى اتفاق لتسوية الازمة في اقليم كوسوفو. وأكد الوزراء على انه يتعين ان تبدأ المفاوضات في ضاحية رامبوييه القريبة من العاصمة الفرنسية باريس في غضون اسبوع، من اجل التوصل الى اتفاق في غضون 21 يوماً. واعرب وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن تفاؤله البالغ لقرارات الاجتماع. وقال "ان الوقت قد حان لبدء محادثات مباشرة واذا حصل تأخر في اجرائها او فشلت فان على الجميع ان يعيد دراسة الموقف من جديد". الى ذلك، اعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي ترأس اجتماع المجموعة، انه سيزور اليوم السبت بلغراد وبريشتينا "لعرض القرارات والخطة المقترحة على السلطات اليوغوسلافية وزعماء الالبان ودعوة جميع الاطراف المعنية بالصراع في كوسوفو للمشاركة في المفاوضات". واضاف "اذا لم تبدأ المفاوضات خلال اسبوع فان الخطة سوف تفرض بالقوة". مواقف الطرفين وابلغ الناطق باسم الحزب الاشتراكي الصربي الحاكم ايفيتسا داتشيتش "الحياة" هاتفياً من بلغراد ان موقف الحزب الذي يقوده الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش هو ان "عقد مؤتمر دولي حول كوسوفو يمثل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية للاتحاد اليوغوسلافي والجمهورية الصربية". وشدد على رفض اي مفاوضات مع "الارهابيين الألبان" واذا شارك ممثلهم السياسي ادم ديماتشي في المفاوضات "فينبغي ان يكون ذلك باعتباره رئيساً لحزب سياسي وليس ممثلاً لجماعات ارهابية". وأشار داتشيتش على ان حكومة صربيا "ترفض احتمال اجراء اي مفاوضات خارج يوغوسلافيا وان افضل مكان لها هي بريشتينا، على الا تكون باشراف دولي". أما بالنسبة الى الألبان فأفاد الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا عن ترحيبه بعقد مؤتمر دولي حول كوسوفو لكنه ابدى "تحفظاً عن تأكيد خطة مجموعة الاتصال على الحكم الذاتي". اما "جيش تحرير كوسوفو" فأبلغ "الحياة" مصدر قريب منه ان رئيس الجناح السياسي للجيش آدم ديماتشي افاد "ان من المستحيل اجراء المحادثات مع الصرب ما دامت المجازر مستمرة في الاقليم". واضاف: "اننا على استعداد للتفاوض مع اي جهة محلية او دولية حول استقلال كوسوفو".