أكدت القوات الصربية انها سيطرت على مزيد من المواقع الألبانية في وسط كوسوفو وأحكمت الحصار على قرية يونيك في غرب الاقليم وأضحى المعقل الأخير لمقاتلي جيش تحرير كوسوفو. ومن جهة اخرى ذكرت وكالة "ليتا" المستقلة للانباء وتتخذ بلغراد مقرا لها ان صربيا مطلوب اعتقاله من قبل المحكمة الدولية لجرائم الحرب قتل بالرصاص في وسط جمهورية صربيا. واضافت ان سلوبودان ميليكوفيتش المعروف باسم لوغار الذي أصدرت المحكمة أمراً بالقبض عليه قتل بالرصاص مساء أول من أمس في مقهى في كراجويفاتش. وقتل اثنان اخران في الهجوم. في غضون ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي عن استعداده للتحرك ووقف القتال في كوسوفو، لكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الروسية اعترض على ذلك باعتباره لا يساعد إحلال السلام في الاقليم. في السياق ذاته، بحث الرئيس الأميركي بيل كلينتون والمستشار الألماني هيلموت كول خلال اتصال هاتفي الخيارات كافة المتعلقة بالوضع في اقليم كوسوفو. ونقل تلفزيون بلغراد أمس السبت عن مسؤول في القوات الصربية انه "تم تحرير قرى لاوشا واوفتشاريفو وليكوفاتس وإنهاء وجود الانفصاليين الألبان من أهم المناطق التي كانت بحوزتهم في وسط الاقليم". وأشار المصدر إلى أن قرية يونيك القريبة من الحدود الغربية للاقليم مع البانيا تشكل المعقل الوحيد المتبقي لجيش تحرير كوسوفو، و"ان القوات الصربية تفرض حصاراً شديداً على القرية لطرد الانفصاليين الارهابيين منها". وانتقدت وزارة الداخلية الصربية صحيفتي "بويكو" و"كوخاديتوارا" الوطنيتين الألبانيتين اللتين تصدران علناً في بريشتينا لفرضهما نشر دعوة الوزارة للنازحين الألبان بالعودة إلى ديارهم والضمانات التي تعهدت بها الوزارة للعائدين. واعترف ناطق باسم المركز الاعلامي لألبان كوسوفو بتقدم القوات الصربية في وسط الاقليم وسيطرتها على قرية ليكوفاتس "التي استخدمت البنزين لاضرام النار في منازلها". يذكر ان ليكوفاتس كانت مقراً حصيناً لجيش تحرير كوسوفو التقى قادته فيها خلال تموز يوليو الماضي مرات عدة بالسفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل والصحافيين الأجانب. من جهة أخرى، أفاد ديبلوماسي رفيع المستوى في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسيل أن الحلف مستعد للتحرك لوقف القتال في كوسوفو "بعد انتهائه من الإعداد لخطط عمليات جوية محتملة". وأضاف بأن مجموعة كاملة من الخيارات العسكرية أصبحت جاهزة "وينتظر الحلف موافقة حكومات دوله عليها قبل البدء بتنفيذها". إلى ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي نيكولاي أفاناسيفسكي في أعقاب اجتماعه مع الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا في بريشتينا بأن تدخل الحلف الأطلسي "لن يساعد في استتباب السلام في كوسوفو". وأعرب المسؤول الروسي، الذي يقوم بمهمة وساطة بين حكومة بلغراد وألبان كوسوفو، عن اعتقاده بأنه "لا يوجد حل عسكري للنزاع في الاقليم". وأعلن أنه يسعى بالتنسيق مع السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل "لتحقيق وقف النار واجراء المفاوضات بين الطرفين الصربي والألباني وعودة النازحين إلى ديارهم". في الوقت ذاته، سلمت السفارة البريطانية في بلغراد أمس إلى كل من حكومة بلغراد وإبراهيم روغوفا مشروع مجموعة الاتصال الدولية حول حكم ذاتي واسع لاقليم كوسوفو. ورحب نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي نيكولا شائينوفيتش بمبادرة المجموعة التي وصفها بأنها "ايجابية لكونها تدعم وحدة أراضي يوغوسلافيا وصربيا".