رفض جيش تحرير كوسوفو مقررات مجموعة الاتصال الدولية في شأن حكم الاقليم والتفاوض مع حكومة بلغراد، وشدد على استمراره في القتال حتى النهاية وعدم القبول بزعامة إبراهيم روغوفا. وتزامن ذلك مع تصاعد التوتر في منطقة مدينة بيتش غرب الاقليم اثر المعارك التي وقعت فيها وأسفرت عن قتل عشرة من أفراد الشرطة الصربية منذ الاثنين الماضي وقيام الميليشيات الصربية بطرد السكان الألبان من الضواحي الجنوبية الغربية للمدينة. وأفادت مصادر صحافية أن حوالى ألفي مقاتل ألباني بملابس عسكرية ومدنية انتشروا في المنطقة وهم مدججون بأنواع الأسلحة على مسافة أربعة كيلومترات من حدود مدينة بيتش "ما زاد المخاوف من احتمال حدوث مجزرة تؤدي إلى موجة نزوح كبيرة جديدة للسكان المدنيين". يذكر أن عدد سكان مدينة بيتش يبلغ حوالى 80 ألف نسمة يشكل الصرب 20 في المئة منهم، وتعتبر المنطقة من المواقع المهمة تاريخياً ودينياً للصرب لكثرة المخلفات الاثرية والدينية الصربية فيها، من بينها أشهر كاتدرائية ارثوذكسية صربية. وأفاد ناطقون ألبان باسم "حركة كوسوفو الشعبية" التي ذكروا أنها تمثل الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو خلال مؤتمر صحافي في مقر منظمة الأممالمتحدة في جنيف انهم "يرفضون أي حل وسطي يتعلق باستقلال كوسوفو وسيتواصل القتال حتى ترحل القوات الصربية عن الأقليم". وجاء عقد المؤتمر بعد صدور مقررات اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في بون أول من أمس الأربعاء، وقال أحدهم، الذي عرف نفسه بأنه محمود باردولي: "فات وقت التفاوض وحل اوان الحرب ونحن مصممون على مواصلة الكفاح حتى تحرير كوسوفو من القوات الصربية". وأضاف ان جيش تحرير كوسوفو "يرفض زعامة إبراهيم روغوفا لألبان الاقليم". وأشار إلى أن ممثلي جيش تحرير كوسوفو في سويسرا "يجرون اتصالات مستمرة مع ديبلوماسيين غربيين". إلى ذلك، وصف رئيس الحزب البرلماني لألبان كوسوفو آدم ديماتشي ان "إبراهيم روغوفا يتلاعب بمقدرات الشعب الألباني". وأضاف ديماتشي، الذي يعتبر من السياسيين المقربين إلى جيش تحرير كوسوفو، في تصريح إلى صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس ان زعامة روغوفا ليست شرعية "لأن الانتخابات التي أشرف عليها في آذار مارس الماضي لا علاقة لها بالحياة السياسية والبرلمانية". ونفى أن تكون الكرة في ملعب الألبان، لأن صربيا "ترفض إعادة حقوق المواطنين الألبان التي سلبتها خلال السنوات العشر الأخيرة"، ووصف روسيا بأنها "محامي الدفاع عن الصرب". وكانت مجموعة الاتصال طلبت وقف النار فوراً في كوسوفو تمهيداً لاستئناف المفاوضات بين حكومة بلغراد وممثلي ألبان الاقليم وامتدحت سياسة روغوفا المسالمة. وأفاد وزير الخارجية الألماني الذي زار أمس البانيا ومقدونيا أن المجتمع الدولي "يريد حلاً سلمياً ولن يسمح بتدهور الأوضاع في كوسوفو وسيواصل ضغوطه على أطراف النزاع في الاقليم لاستئناف المفاوضات". وأشار إلى أن مجموعة الاتصال التي تؤيد الحكم الذاتي للاقليم "ترفض انفصاله عن يوغوسلافيا وأعدت مشروعاً للحكم الذاتي ستبقيه سرياً للغاية لعرضه عبر قنوات خاصة على أطراف النزاع". وشدد كينكل الذي سيزور موسكو قريباً على أهمية الدور الروسي للتوصل إلى حل لمشكلة كوسوفو، وقال: "يجب التشاور مع روسيا للتوصل إلى حل".