علمت "الحياة" ان المحققين الأميركيين الموجودين في اليمن يُركّزون جهودهم حالياً لمعرفة مدى إمكان توجيه الإتهام الى أسامة بن لادن في عملية خطف الأجانب ال 16 في أبين في 28 كانون الأول ديسمبر الماضي. وقالت مصادر يمنية قريبة من مجرى التحقيق، ان أحد الأعضاء المعتقلين من جماعة "جيش عدن الإسلامي" بزعامة زين العابدين المحضار أبو الحسن، وهي الجماعة التي خطفت السياح ال 16، أبلغ المحققين اليمنيين ان عملية خطفهم نُفّذت "من أجل ابن لادن". ودفع هذا الإقرار بجهات التحقيق الى التركيز على صلة "جيش عدن" بأسامة بن لادن، خصوصاً في ضوء "الفتوى" التي صدرت عن "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" في شباط فبراير الماضي وجعلت قتل الأميركيين "فرض عين" على المسلمين. لكن مصادر مطلعة لفتت، في المقابل، الى ان "جيش عدن" كان أصدر بياناً في آب اغسطس الماضي، بُعيد الغارات الأميركية على معسكرات "القاعدة" في أفغانستان ومصنع "الشفاء" في الخرطوم، أعلن فيه تأييده لأسامة بن لادن وتوعد بضرب المصالح الأميركية في اليمن. ويعني ذلك، في نظر المصادر نفسها، ان هناك فرقاً بين تأييد "جيش عدن" لابن لادن وبين تنفيذ عملية الخطف بناء على أوامره. ومعلوم ان واشنطن اتهمت ابن لادن بالوقوف وراء تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في 7 آب اغسطس الماضي، وأصدرت لوائح اتهام عدة اوردت اسمه فيها. وأوقفت السلطات اليمنية "أبو الحسن المحضار" واثنين من أتباعه خلال عملية تحرير الرهائن الذين قُتل منهم اربعة، ثلاثة بريطانيين واسترالي. ويُتوقع ان تستأنف السلطات قريباً محاكمتهم في زنجبار، عاصمة أبين. في غضون ذلك، أعلن السفير اليمني في لندن السيد حسين العمري لاذاعة "بي. بي. سي."، أمس، ان سلطات بلاده عثرت مع خمسة إسلاميين متشددين اعتقلتهم الاربعاء في أبين، وبينهم نجل "أبو حمزة المصري"، على وثائق تؤكد تورط الأخير في "نشاطات ارهابية". وقال ان بين هذه الوثائق "رسالة موجّهة اليه أبو حمزة من ابنه محمد تطلب منه تحويل مبالغ مالية لتأمين طريقة فرار العصابة من اليمن". ومعلوم ان السلطات أوقفت، عدا نجل "أبو حمزة"، بريطانيين آخرين وجزائرياً ويمنياً يُشتبه في انتمائهم الى "جيش عدن". وأكد السفير ان المتهمين البريطانيين المحاكمين في عدن لم يتعرضوا للتعذيب، وانهم قابلوا القنصل البريطاني في عدن، قبل بدء محاكمتهم، وان معظمهم ابلغه انه عومل معاملة حسنة. واستغرب الكلام عن تعذيبهم، وطريقة معالجة محاكمتهم في الصحف البريطانية.