قالت مصادر امنية يمنية ل "الحياة" إن ثلاثة مسلحين من رجال القبائل خطفوا، بعد ظهر أمس، خبيراً نفطياً بريطانياً يعمل في إحدى شركات الخدمات النفطية في محافظة مأرب شرق صنعاء. واوضحت مصادر قبلية ان ثلاثة مسلحين من رجال القبائل خطفوا في الرابعة والنصف بعد ظهر أمس البريطاني جون بروك الذي يعمل في شركة "هالي بروتون" للخدمات النفطية في منطقة بالقرب من مأرب. وكانت منطقة الخطف مسرحاً لتوتر شديد بين السلطات والقبائل التي تقدمت بمطالب من شركات النفط وطالبت بتنفيذ مشاريع سبق ان وعدت بها. واتصل رئيس الوزراء اليمني السيد عبدالكريم الارياني مساء أمس بوزير الخارجية البريطاني روبن كوك وأبلغه أن لائحة اتهام ستعلن قريباً جداً في حق البريطانيين المسلمين الخمسة المعتقلين للاشتباه في تورطهم في محاولة لتنفيذ تفجيرات في عدن. في غضون ذلك، علمت "الحياة" أن أجهزة الأمن اليمنية اعتقلت في اليومين الماضيين عدداً من الإسلاميين العرب الموجودين في اليمن لمعرفة مدى ارتباطهم ب "جيش عدن الإسلامي". وجاء اعتقالهم إثر صدور تعميم يطلب من أجهزة الأمن التحقيق مع أي أجنبي تحديداً الإسلاميين العرب لمعرفة سبب اقامته في اليمن ومدى ارتباطه بالجماعات الإسلامية التي تنشط من الاراضي اليمنية. ومعروف ان أحد قادة عملية خطف السياح في أبين مصري الجنسية يدعى "اسامة المصري" في حين ان واحداً من المعتقلين الاجانب فرنسي من أصل جزائري يدعى "عبدالرحمن". تأجيل محاكمة الخاطفين وكانت محاكمة خاطفي السياح الغربيين في محافظة أبين اليمنية شمال شرقي عدن، تأجلت إلى وقت لاحق. وتقول مصادر إنها قد تجرى خلال الأيام المقبلة أو بعد اجازة عيد الفطر المبارك. وكانت صحيفة "26 سبتمبر" الحكومية أكدت في عددها الأخير ان محاكمة خاطفي السياح الغربيين، وعددهم ثلاثة يتزعمهم زين العابدين أبو الحسن المحضار، ستتم السبت أمس في محكمة البداية في محافظة أبين. غير أن مصادر موثوق بها في أبين أكدت ل "الحياة" تأجيل موعد المحاكمة لأسباب تتعلق بسير التحقيقات في أجهزة الأمن والنيابة العامة. ولم تستبعد ان تنظر محكمة الأمور المستعجلة في القضية خلال الأيام القليلة المقبلة في حال الانتهاء من اجراءات التحقيق بسبب اغلاق المحاكم والدوائر القضائية أبوابها خلال شهر رمضان. وفي هذا السياق قالت مصادر أمنية يمنية ل "الحياة" أمس إن طلب فريقي التحقيق الأميركي والبريطاني استكمال مهماتهما في هذه القضية قد يكون أيضاً من أسباب تأجيل المحاكمة. وأشارت المصادر إلى أن الأزمة التي كانت نشأت بين أجهزة الأمن اليمنية وفريق التحقيق البريطاني الذي اعترض على بعض اجراءات التحقيق وطالب تسهيلات تمكنه من التحقيق مع المتهمين مباشرة، أدت أيضاً إلى تأجيل المحاكمة. وقد رفضت السلطات اليمنية مطالب الفريق البريطاني واعتبرتها تجاوزاً للقانون وللمهمة المتفق عليها بين الجانبين، وهي لا تتجاوز الاطلاع على التحقيقات والوثائق التي تقدمها أجهزة الأمن اليمنية. وأوضحت هذه المصادر ان فريق التحقيق البريطاني استأنف مهماته في صنعاءوعدن وأبين، في الاطلاع على سير التحقيقات مع الخاطفين، بالاضافة إلى التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن اليمنية مع ثمانية أشخاص ألقت القبض عليهم يوم 23 كانون الأول ديسمبر الماضي وبينهم خمسة يحملون جوازات بريطانية ويشتبه في انتمائهم إلى جماعة متطرفة ولهم علاقة بجماعة أبو الحسن المحضار التي قامت بخطف السياح الغربيين. اعترافات المحضار وكانت صحيفة "26 سبتمبر" الحكومية نشرت في عددها الأخير اعترافات نسبتها إلى المحضار ونقلتها من محاضر التحقيق. وتؤكد هذه الاعترافات ان المحضار على علاقة مع "أبو حمزة المصري" في لندن الذي يتزعم جماعة متشددة تطلق على نفسها "أنصار الشريعة"، وان "أبو حمزة" موّل عملية خطف السياح في أبين وكان على اتصال مباشر مع الخاطفين. كما تضمنت اعترافات المحضار أنه أمر أحد جماعته الخاطفين بقتل جميع السياح النصارى لكن قوات الأمن باغتتهم قبل أن يكملوا تنفيذ أوامره. وأشارت الاعترافات إلى أن المحضار أمر ثلاثة من عناصر جماعته بتنفيذ عمليات تفجير في عدن ليلة عيد الميلاد في أماكن وجود رعايا أجانب. واعتبر ذلك "واجباً دينياً يحتمه الإسلام في محاربة الكفار". وأضاف "المحضار" في اعترافاته أنه وجماعته أفهموا السياح أنهم في مواجهة "حرب" مع بلدانهم بسبب ضرب المسلمين في العراق والسودان وافغانستان. ولم تشر التحقيقات التي نشرتها الصحيفة إلى علاقة الخاطفين مع اسامة بن لادن.