بدا السيد مصطفى كامل المعروف باسم "أبو حمزة المصري" غير آبه أمس بإمكان اعتقاله في بريطانيا بعدما احتجّت صنعاء رسمياً لدى لندن على تهديداته. وقال "أبو حمزة"، في مقابلة مع "الحياة"، انه لا يخشى اعتقاله، مكرراً دعوته الى قتل مسؤولين يمنيين اذا مُس زعيم "جيش عدن الإسلامي" زين العابدين المحضار "أبو الحسن" بمكروه. ويواجه "أبو الحسن" إمكان الحكم عليه بالاعدام خلال محاكمته في أبين، جنوب غربي اليمن، بتهمة خطف 16 سائحاً غربياً قُتل اربعة منهم خلال عملية تحريرهم في 29 كانون الأول ديسمبر الماضي. وجاء كلام "أبو حمزة" في وقت قال محامي خمسة بريطانيين وجزائري يستخدم جوازاً فرنسياً متهمين بالتورط في خطط للقيام بتفجيرات في عدن، ان موكليه تراجعوا عن اعترافاتهم. وأشار الى انه مُنع من الانفراد بالمتهمين الذين يقول الادعاء اليمني ان بعضهم أقر بارتباطه بجماعة "أنصار الشريعة" التي يقودها "أبو حمزة" في لندن. وسألت "الحياة" الناشط الإسلامي المصري رده على الاعترافات المزعومة للمتهمين بمعرفتهم به، فأجاب مُشككاً بصحة ما نُسب اليهم. وأكد: "لم ارسلهم الى اليمن للقيام بتفجيرات". لكنه كرر انه يقول لمن يحضر دروسه الدينية وفي خطبه "أن اخرجوا من هذه البلاد الكافرة في نظره الى بلاد إسلامية" وان المعتقلين ربما استجابوا دعوته. وعما نُسب الى المتهم مالك ناصر انه يعرفه وانه تلقى منه 1200 جنيه استرليني ليذهب الى اليمن، قال "أبو حمزة" انه اتصل بقريبين من هذا الشخص في برمنغهام وسط بريطانيا وعرف منهم انه ذهب الى اليمن قبل ستة أشهر مع أمه بهدف الزواج، وانه بالتالي لم يسافر مع بقية المعتقلين. ولم ينكر "أبو حمزة" إمكان معرفته بالشاب الفرنسي - الجزائري المعتقل مع البريطانيين الخمسة، قائلاً انه ربما كان أحد الشباب القريبين من نجله محمد. وقال انه يخشى على حياة ابنه الذي تقول السلطات اليمنية انها عثرت على جواز سفره مع المعتقلين وانها تلاحقه للإشتباه في تورطه في مخططهم. ولفت الى ان اليمنيين كانوا أعلنوا في البدء انهم اعتقلوا ابنه محمد "فما الذي يضمن لي انهم لم يقتلوه"؟ وعن تعليقه على الشكوى اليمنية ضده أمام وزارة الخارجية البريطانية، قال "انها محاولة ابتزاز". وهل اتصلت به سلطات الأمن البريطانية، قال: ان "الشرطة لم تتصل. هذه دولة متقدمة. إنني لا أشكرهم. ولكن أعرف انهم يراقبون أدنى حركة أقوم بها. هم يعرفون عني أكثر من اليمنيين بكثير". وسئل هل يتراجع عن تهديداته التي اطلقها بالانتقام من اليمنيين اذا مسّوا بالمحضار، قال انه لا يتراجع. وأوضح ان تهديداته "ليست فقط استقراء لما يمكن ان يحدث اذا حاول اليمن إعدام المحضار. نحن نعرف كيف يكون رد فعل الشباب المسلم. إن لديه أقارب ومناصرين. بل هي أيضاً دعوة الى الأخذ بالثأر له. يجب الأخذ بالثأر لشاب يدافع عن الشعب المسلم ... إنني أؤيد قتل أي شخص له علاقة بمحاكمة المحضار، من القاضي الى الشرطي". وسئل هل يعني ذلك أيضاً إمكان قتل الغربيين، رد بالقول: "ان عليهم ان لا يتباكوا على رعاياهم عندما يقتلون هم المسلمين"، في إشارة الى الغارات على العراق وأفغانستان والسودان العام الماضي. وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس ان شرطة اسكتلنديارد تسلّمت نصوص تصريحات أدلى بها "أبو حمزة" في الأيام الماضية لترجمتها ودرس إمكان إحالته على القضاء. لكن لا يُتوقع ان يؤخذ قرار في هذا الأمر الا بعد انتهاء المحققين البريطانيين الأربعة الموجودين في اليمن من إعداد تقريرهم في شأن حادثة خطف السياح وعلاقة "أبو حمزة" بالخاطفين والمعتقلين الاجانب الستة.