شهد العام 1998 جرائم جنائية عدة اهتزت لها مصر، لم تقع هذه الجرائم في الأحياء الشعبية فقط، بل كان نصيب الأغنياء والفقراء منها عادلاً، كما كان الضحايا بالمئات على مدى العام. بدأت حوادث العام بمصرع العاملين عبدالملاك صدقي 25 سنة ودياب السيد نصار 35 سنة في بالوعة صرف صحي في أحد شوارع شبرا الخيمة في محافظة القليوبية شمال العاصمة، وبعد ساعات من الحادث، تمكنت قوات الانقاذ من العثور على الجثتين. جثة أخرى عثر عليها رجال الشرطة، لكنها لصابرين جودة عبدالرحيم 39 سنة التي قلتها زوجها سلامة السيد أحمد 43 سنة لأنها تأخرت في إعداد طعام الغذاء. أما الأسد "طارق" الذي التهم الصبي أحمد عمر 15 سنة اثناء تنظيف قفصه، فقد صدر قرار من النيابة بإعدامه، وتم تنفيذ حكم الإعدام في حدائق حيوان الجيزة، حيث تم إطلاق النار عليه، ومات على الفور. وفي الجيزة أيضاً، لكن بعيداً عن حدائق الحيوان، قضت محكمة الأحوال الشخصية في رئاسة القاضي رامي بشير بأن محمد الفايد هو الوريث الوحيد لابنه عماد الفايد دودي الذي قتل والأميرة ديانا في نفق ألما في باريس في العام 1997، وقدم محمد الفايد كل المستندات التي تؤكد أنه مصري الجنسية، وأنه الوريث الوحيد لابنه. وإذا كانت مشاكل عائلة الفايد تتعلق بالملايين، فإن السيد مسلم عطية 21 سنة قتل والدته فطومة محمد عبدالعزيز 45 سنة، بأن طعنها بالسكين طعنات عدة بسبب رفضها اعطائه 25 قرشاً لشراء سكائر. جريمة أخرى اهتز لها المجتمع المصري كله، إذ ألقت مباحث الجيزة القبض على مدرس مساعد في قسم علم النفس كلية آداب القاهرة يدعى احمد عطوة استدرج طالبة معاقة تدعى هند سيد 19 سنة الى طريق مصر - الاسكندرية الصحراوي في سيارته وحاول اغتصابها، لكن الفتاة قاومته، واستعانت بالسيارات المارة في الطريق للهرب منه. المدرس المساعد ليس الوحيد الذي تجرد من المشاعر إلانسانية، إذ قتلت سيدة تدعى ثريا ربيع عبدالمقصود 20 سنة من قرية الثورة في كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة شمال الدلتا طفلاً عمره 3 سنوات يدعى رجب كامل عبدالفتاح انتقاماً من شقيقه الأكبر الذي شهد ضد شقيقها في جلسة عرفية ما تسبب في إدانته. لقي السكرتير الثاني في السفارة المصرية في المكسيك يدعى محمد اسماعيل صادق 32 سنة مصرعه على يد عصابات في منتجع اكستابا غرب العاصمة المكسيكية، وكان يقود سيارته ومعه زوجته ووالده ووالدته للتنزه، فسرقهم اللصوص بالإكراه وقتلوه، وتبين أنه يعمل سكرتير ثان للسفارة المصرية في المكسيك. لصان آخران لكنهما ارتكبا جريمتهما بأسلوب لا يخلو من الطرافة، إذ تسلل اللصان عمرو محمد وهشام السيد الى شقة في الاسكندرية لسرقتها، وبعدما جمعا المجوهرات ناما في الصالة إلى الصباح حتى استيقظت صاحبة الشقة نفيسة عبدالوهاب وعثرت عليهما، استغاثت بالجيران الذين اتصلوا بالمباحث للقبض عليهما. رمضان علي صاحب شركة خاصة في الاسكندرية كان أكثر ذكاء من اللصين، إذ نجح في أن يهرب من تنفيذ 40 حكماً تصل عقوبتها 27 عاماً في السجن، وذلك لاستيلائه على 20 مليون جنيه مصري من المواطنين بحجة توظيفها، إلا أنه سقط في قبضة مباحث الإسكندرية بعد طول مراوغة. وعلى غرار الأفلام العربية، ألقي القبض على طالب جامعي ثري في الجيزة يدعى محمد عبدالسلام اغتصب الخادمة هبة سيد 19 سنة بعدما وعدها بالزواج، ثم أنكر علاقته بها في مخفر الشرطة، لكنه تزوجها في النيابة خوفاً من حبسه، وإحالته إلى المحاكمة. فيلم عربي رديء آخر نفذه المواطن محمد فهيم محمد الذي عذب ابنه أحمد 5 سنوات حتى الموت، وذلك بصعقه بالكهرباء إرضاءً لزوجته الجديدة. وفي محكمة جنح مستأنف بولاق أبو العلا صدر الحكم القضائي الأول المطبق لقانون نقابة الصحافيين الجديد بحبس الصحافيين مجدي أحمد حسين ومحمد هلال لمدة عام بتهمة سب وقذف وزير الداخلية السابق اللواء حسن الألفي، وتم القبض عليهما وحبسهما في سجن طره لتنفيذ الحكم، لكن تم الصلح بين الطرفين. وفي مجال الجاسوسية، اتهم شخص يدعى عادل غبريال ابنته منيرة 19 سنة بالتجسس لمصلحة اسرائيل. وقال: إنها تقيم في لندن مع والدتها وترفض العودة الى مصر، لكن نيابة الزيتون في مصر الجديدة في القاهرة أمرت حفظ البلاغ. زوج آخر مغتاظ أيضاً من زوجته هشم رأس زوجته بيد الهون، لأنها تعامله بطريقة سيئة، لا سيما أنها مديرته في العمل، كما أنها تعايره بعدم الإنجاب. سيناريو مشابه حدث ولكن بالعكس، إذ استغاثت سيدة تدعى ماجدة حسين 23 سنة بجارها مجدي صابر 34 سنة ليقتل زوجها أحمد عمر الذي كان دائم الشجار معها ويعتدي عليها بالضرب. أصدرت محكمة جنايات الاسكندرية حكماً بإجماع الآراء بإعدام الممرضة "عايدة" لقتلها أحد المرضى والشروع في قتل 29 آخرين في مستشفى الجامعة في الاسكندرية. ثم وافقت محكمة النقض على إعادة القضية الى دائرة أخرى في الجنايات حيث حصلت على حكم بالسجن. وفي الاسكندرية، اختطف ستة ذئاب بشرية فتاتين الى شاليه في المنتزه، واغتصبوهما على مدى ثلاثة أيام متوالية، إلى أن تمكنت الفتاتان من الهرب والإبلاغ عنهم. واقتداء بأفلام الأكشن الأميركية الهابطة أيضاً، هدد مدرس في مدينة طما شمال سوهاج الطالبات في داخل الفصل ليجبرهن على سحب شكوى قدمنها ضده وأحيل المدرس إلى النيابة. وكان حادث العام دون شك هو خروج قطار عن القضبان في مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة شمال الدلتا ما أدى إلى قتل 50 شخصاً واصابة مئة آخرين. وطالب المواطنون بإحالة المسؤولين عن الحادث الى المحكمة العسكرية. ومن الأحكام التي شفت غليل الرأي العام المصري، تنفيذ حكم الإعدام في مرتكبي مذبحة مدينة نصر وهم محمد زكريا علوان، وشقيقه سيد ومحمد خورشيد نصر الذين قتلوا سيدة تدعى نانيس احمد فؤاد وطفليها هاديل وأنس من أجل سرقة الشقة، تم نظر القضية في ستة أشهر فقط، وذلك للمرة الأولى في تاريخ القضاء المصري، إذ يستغرق إصدار الحكم في مثل هذه القضايا سنوات عدة. وعلى الصعيد الديني ألقي القبض على شخص يدعى بهاء الدين احمد العقاد أدعى النبوة وتبعه 11 شخصاً أكدوا أنه المهدي المنتظر. وفي سيناء، رحّلت أجهزة الأمن المصرية الاسرائيلي مرخادي ليفي الذي وصل سيناء سابحاً من اسرائيل، بعدما دفع كفالة قدرها خمسة آلاف جنيه. وكان للفياغرا نصيب أيضاً، إذ أصيب ثلاثة أشخاص بمتاعب صحية شديدة بعد تناولهم الفياغرا، لكن وزارة الصحة رفضت الإفصاح عن هوياتهم. وعلى صعيد أكثر رومانسية، انتحر النقيب شرطة مدحت حسن سيد أحمد على شاطئ سيدي بشر في الاسكندرية بإطلاق النار على نفسه، لفشله في الزواج من فتاة أحلامه.