إدعاء النبوة.. أصبح ظاهرة في مصر.. فقد ظهر خلال السنوات العشر الماضية 3500 مدع للنبوة بينهم 1600 من السيدات 65 % منهم ينتمون إلى محافظات الوجه البحري و80 % منهم أرباب سوابق و مزورون ونصابون ومشعوذون.. علماء الدين أكدوا أن مدعي النبوة كافر ومرتد.. ورجال القانون أكدوا أن العقوبة القانونية غير رادعة ولا تتفق مع جسامة الجريمة.. أما علماء النفس فقالوا إن المتهمين مدعي النبوة مرضى نفسيا يجب علاجهم لأنهم خطر على المجتمع. الصيام في شعبان ففي منطقة المطرية.. ألقت المباحث القبض على تنظيم متطرف يتزعمه إمام مسجد يدعى أمين يوسف علي حسان.. ادعى النبوة و أنكر السنن النبوية والإسراء و المعراج.. وشفاعة النبي محمد صلى الله عليه و سلم.. وأنه شبه الكعبة بهيكل وثني وأن الطائفين بها وثنيون.. وأن الصيام في شهر شعبان وليس رمضان.. الغريب أن المتهم اتبعه سبعة من بينهم زوجته آمال محمود السيد و 6 آخرين معظمهم مثقفون.. أحيل المتهمون للنيابة ووجهت لهم تهم استغلال الدين الإسلامي في الترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة و تحقير هذا الدين و عدم الالتزام بالقبلة في الصلاة.. وتمت إحالتهم إلى محكمة جنح أمن الدولة طوارئ و عاقبت المحكمة 7 متهمين بالحبس 6 أشهر مع الشغل والنفاذ.. وذلك بعد إعادة محاكمتهم مرة أخرى بأمر من مكتب شئون أمن الدولة التي رفضت التصديق على حكم محكمة أول درجة الذي قضى بمعاقبة المتهمين بالحبس لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ وعاقبت المحكمة المتهم الأول مدعي النبوة بالحبس لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ وصدق مكتب أمن الدولة على الحكم الصادر بمعاقبة مدعي النبوة بالحبس 3 سنوات مع الشغل. وفي شبرا الخيمة ضبطت مباحث أمن الدولة مدعيا للنبوة وهو موظف بهيئة الطاقة الذرية يدعى سيد طلبة محمد أبو علي.. و ذلك التنظيم يضم 21 متهما.. كان زعيم التنظيم يعقد اجتماعا بهم في منزله لنشر دعوته بأنه نبي هذا الزمان.. و تم إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة التي أمرت بحبسهم جميعاً.. و كانت بداية مدعي النبوة المزعوم عندما كان يعقد جلسات في مسجد الشيخ عبد الله منطاي بشبرا الخيمة وأدعى قدرته على علاج الأمراض المستعصية وتبين بعد القبض عليه أن له تأثيرا على أتباعه لدرجة أن سلطات الأمن فصلت المتهم سيد طلبة محمد عن باقي مريديه داخل لومان طره.. وقضت محكمة جنح أمن دولة طوارئ بمدينة نصر بمعاقبة زعيم التنظيم بالحبس 3 سنوات مع الشغل و النفاذ و حبس المتهمة السادسة جمالات محمد سليمان بالحبس سنة مع الشغل و معاقبة و حبس 7 متهمين سنة مع إيقاف التنفيذ.. وصدق الحاكم العسكري على الحكم الصادر بمعاقبة زعيم التنظيم سيد طلبة بالحبس 3 سنوات مع الشغل والنفاذ و حبس المتهمة جمالات بالحبس سنة مع الشغل و رفض الحاكم العسكري التصديق على الحكم الصادر بمعاقبة باقي المتهمين بالحبس سنة مع الإيقاف و قرر إعادة محاكمتهم من جديد أمام محكمة جنح أمن الدولة طوارئ بمدينة نصر (دائرة أخرى) غير التي فصلت في القضية في أول درجة. الولاء لله فقط وضبطت المباحث مدعيا آخر للنبوة يدعى بهاء الدين أحمد و أتباعه 28 متهما.. أهدر المتهم السنة النبوية لأنها تخالف معتقداتهم.. و حرم العمل.. المتهم أستأجر شقة في مدينة 6 أكتوبر وأطلق فتوى تقول الولاء لله فقط ولا ولاء للحاكم أو الوطن.. وأكد أن الدين الإسلامي و المنهج الإسلامي يقوم على القرآن الكريم فقط و ليس السنة لأن هناك أحاديث مدسوسة وتم إحالة المتهمين للمحاكمة. محاربة الشياطين. بينما مدرس الابتدائي الذي أدعى النبوة فرض على اتباعه إتاوات مالية تحت اسم زكاة الكفارة.. وكان المتهم يستخدم كتب السحر والشعوذة في السيطرة على أتباعه وعددهم 12 متهماً.. ويوهمهم بقدرته على محاربة الشياطين من خلال عقد جلسات روحانية لهم.. الغريب أن زعيم التنظيم قام بتقسيم أتباعه إلى رتب في محاربة الشياطين كملازم أول وثان وثالث ورابع.. ويسحب منهم الرتب إذا رفضوا إطاعته.. والغريب أيضاً أنه بعد القبض على المتهم وأتباعه وتم حبسهم ادعوا وهم في السجن أن النبي صلى الله عليه وسلم زارهم هو وأصحابه مرتين في السجن. الصلاة بدون وضوء. موظف بالمعاش عمره " 62 سنة " توفيت زوجته.. وتزوج أبناؤه.. وعاش بمفرده في شقته في الإسكندرية وحيداً.. لم يجد أي شئ يضيع فيه وقته أدعى النبوة وحلل شرب الخمر وتعاطي المخدرات وطالب بترك السنن والنوافل والوضوء والصلاة بدونه.. المتهم يدعي محمد إبراهيم محفوظ وتم القبض عليه وعلى أتباعه وعددهم 19 متهماً وإحالتهم للمحاكمة وعاقبت المتهم الأول بالحبس 5 سنوات و7 من أتباعه بالحبس 3 سنوات و6 آخرين بالحبس سنة وبرأت باقي المتهمين وعددهم خمسة. المهدي المنتظر وفي منطقة الهرم أدعى شاب أنه المهدي المنتظر وأقنع أتباعه بأن الله سوف يرسل له سفينة تنقذهم من طوفان يغرق العالم... الغريب أن المتهمين حملوا أمتعتهم واستعدوا للرحيل. زعيم للعالم وعلى الطائرة المصرية القديمة القادمة من فيينا أدعى راكب مصري مريض نفسيا النبوة قال : أرسلني الله لأشرب مياه النيل كلها.. المتهم يدعى جمال يني.. نمساوي من أصل مصري وأدعى أنه زعيم للعالم وتبين أنه مريض نفسيا بعد الكشف الطبي عليه وخضوعه لتحقيقات شرطية مكثفة. المدمن ادعى النبوة الغريب أن مدعي النبوة السكندري لا يكتفي بالترويج لأفكاره سراً.. بل راح يجاهر بها ويطبع منشورات تتضمن دعوته بأنه نبي هذا الزمان.. وأخذ يوزع المنشورات على المواطنين في الشوارع وموظفي الهيئات الحكومية.. بل أرسل خطابا إلى شيخ الأزهر يعلمه فيه بدعوته الجديدة.. بل وتوجه إلى جهاز أمن في الإسكندرية كاشفاً لهم منهجه في الدعوة وينصحهم بإتباع كلمته.. المتهم يدعى عاطف محمد حسنين أطلق على نفسه اسم عبد الله وأدعى أن الوحي ينزل إليه ليقود المسلمين للقضاء على المشركين.وحلل المتهم المخدرات.. وكان يريد تعديل القبلة وتغيير آيات من القرآن.. وتبين أنه مدمن مخدرات وتم إحالته للمحاكمة. اللص أدعى النبوة وفي الإسكندرية أيضاً أدعى لص تخصص سرقة ونصب وبلطجة أنه نبي هذا الزمان.. أرتدى جلبابا أبيض وأطلق لحيته وأخذ يدعو لفكرته.. المتهم يدعى أشرف محمود عبد العزيز سبق إتهامه في عدة قضايا سرقة ونشل.. الغريب أن هذا اللص أتبعه 16 متهماً بعد اعتناقهم أفكاره. منصور.. ذي القرنين وفي حلوان أدعى عاطل أنه المهدي المنتظر وتم القبض عليه وعلى أتباعه وعددهم 15 متهماً.. وكذلك أدعى مهندس يدعي أحمد يمني أحمد ويعمل في شركة تبريد وتكييف أنه نبي هذا الزمان.. وفي الموسكي بوسط القاهرة أدعى فني اتصالات بالهيئة القومية للاتصالات السلكية واللاسلكية.. وحصل على أجازه مرضية أنه البعث الثاني لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليوحد العرب ويهدي المصريين ويقضي على اليهود وتنبأ بانهيار أمريكا.. وكان وهوفي الأتوبيس رقم 203 المتجه من شبرا إلى بولاق الدكرور مرتدياً جلباباً أبيض متكئاً على عكازين علق على أحدهما عند قدمه علم أمريكا دليلاً على انهيار أمريكا وعلق كارتا على صدره أخضر اللون مكتوب عليه " لا إله إلا الله محمد رسول الله " " أنا النبي المبعوث " منصور " ذي القرنين " وحاول إقناع المواطنين بالأتوبيس بأنه النبي المبعوث وطلب منهم عدم مخالفة أوامره.. تم القبض عليه وأحيل للمحاكمة. وكانت أول سيدة ادعت النبوة وهي الشيخة منال وكان أتباعها أساتذة بالجامعات ومهندسين واتخذت من شقة اشترتها بمبلغ 180 ألف جنيه بشارع بور سعيد بالسيدة زينب مكاناً للترويج لأفكارها.. بعد أن ادعت قدرتها على علاج الأمراض المستعصية والسحر والشعوذة. مدعي النبوة كافر وعن رأي الدين في ظاهرة إدعاء النبوة قال الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر إن الذين يدعون النبوة مصابون بنوع من الخبل العقلي أومن المرضى النفسيين.. فسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء.. فلا نبي يعقبه ولا رسول يأتي من بعده.. ويؤكد هذا قول الرسول عليه الصلاة والسلام " فضلت على الأنبياء " وقال أيضاً "وختم بي النبيون " وقال " أنا العاقب والعاقب من لا نبي بعده " والرسول يقول في حديث شريف لا تقوم الساعة حتى يظهر كذابون ودجالون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبيً.. ويؤكد الدكتور المسير أن الحكم الشرعي فيمن يدعي أنه نبي هو مرتد وخارج عن دين الإسلام.. وأمره متروك للقضاء حيث توجد ضوابط شرعية يلتزم بها ويطبقها على هؤلاء المدعي النبوة. ويؤكد الدكتور المسير أن إدعاء النبوة ليس جديداً فقد بدأ أواخر العهد النبوي وأوائل عهد الصديق مثل مسيلمة الكذاب والأسود العنسي.. وكذلك أدعى بعض النساء أنهم أنبياء مثل سجاح وهذا أيام سيدنا أبو بكر. رجال القانون أكدوا أن العقوبة القانونية غير رادعة ولا تتفق مع جسامة الجريمة فيقول الدكتور أحمد سعد أستاذ القانون بجامعة القاهرة : إن عقوبة تهمة استغلال الدين في الترويج لأفكار متطرفة بفرض ازدراء أحد الأديان حسب نص المادة " 98 " من قانون العقوبات تنص على الحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 50 جنيها ولا تزيد على 1000 جنيه لكل من استغل الدين بالقول أو الكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير الأديان السماوية وهذه العقوبة غير رادعة لمثل هؤلاء مدعي النبوة. ويؤكد الدكتور أحمد سعد أنه يجب تحديد الوصف القانوني السليم لهذه التهمة لأن تهمة ازدراء الأديان مضادها القانوني أنه يعاقب كل من يأتي بفعل أو حرف أو قول ينال من الدين أو القيم الدينية في المجتمع سواء كان تشكيكا في سنة الرسول أو في الذات العليا أو النبي بصفته أو ما ورد على لسانه من أقوال.. بصفة عامة كل ما من شأنه أن ينال من الدين فيجب أن يكون عليه الحكم بالإعدام إذا لم يستتب.وأشار الدكتور أحمد سعد الى أن هذه الأفكار بدأت تنتشر بصورة كبيرة في مصر ولابد أن لا تترك الأجهزة الأمنية هذه الأفكار تنتشر لأن تهمة مدعي النبوة تعتبر مجرد جنحة. الطب النفسي يؤكد أن مدعي النبوة شخص مريض نفسيا فيقول الدكتور فكري عبد العزيز استشاري الطب النفسي أن مدعي النبوة مرضى نفسيون.. وهذا المرض النفسي هو مرض "جنون العظمة " بالإضافة إلى الإحساس بالغرور الشديد منذ الصغر.. ويشعر هذا المريض بأنه نبي أو رسول أو إله ويردد معظمهم أنه المهدي المنتظر.. وهو شخصية إدعائية ثقافية متوسطة غالباً.. ولديه القدرة على استخدام الوسائل التبريرية النفسية في الإدعاء وتوضيح وجهة النظر مع أنصاف المتعلمين والجهلاء وفاقدي الثقافة والوعي والإدراك فيؤثر عليهم ويتسلط ويعطي لذاته القدرات والإمكانيات مع أنه غير سوي فيما يدعيه. ويقول الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة إن الذين يدعون أنهم أنبياء مصابون بضلال فكري واضطراب نفسي مما يدفعهم إلى هذا وإن بعضهم يحملون الشخصية العدوانية " السيكوباتية " وهم مرضى مصابون بخلل عقلي وأفكار ضلالية تعاظمية ويجبرون كثيرين على إتباعهم وإتباع أفكارهم ومن الممكن أن يستخدموا القوة من أجل ذلك.