أوردت "الحياة" في 30/12/1998 خبراً ذكر فيه ان سماحة مفتي سورية الشيخ أحمد كفتارو وجه رسالة الى قداسة البابا بولس الثاني جاء فيها: "كم كنت متفائلاً باللقاء بكم عام 1986، يوم علمت من قداستكم أسف الكنيسة ورعاياها للحروب الصليبية والهجمات المعادية التي وقعت في العصور الوسطى، وما ألحقته بالبشرية والحضارية الانسانية من أضرار وآلام". وأضاف الشيخ كفتارو ان "الكنائس الغربية لم تتحرك لإدانة واستنكار وإيقاف الوضع الظالم الذي يفرض على العالم الاسلامي، سواء في فلسطين أو العراق أو السودان أو ليبيا". ثم أضاف ان أحد أعضاء البرلمان البريطاني شبه "العدوان على العراق بالصواريخ والطائرات بحرب صليبية جديدة ليست بقيادة ريتشارد قلب الأسد، وانما بقيادة الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير". إن رسالة المفتي كفتارو تدل على أهمية العمل الذي تقوم به مسيرة المصالحة جاهدة لنزع فتيل التراث الصليبي الأليم الذي بقي في وجدان الشرق لقرون. وعلى رغم ان بعض الناس يظن ان مبادرة مسيرة المصالحة هي مفارقة تاريخية بعد انقضاء 900 عام على الحملات الصليبية الأولى، إلا ان الخطاب الثقافي والسياسي بين الشرق والغرب لا يخلو من المفردات التي تدل على استمرار هذا التراث، سواء في أذهان الناس في الشرق أم في سياسة بعض الدول الغربية الجائرة تجاه الشرق التي تكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين. تعامل الغرب لعدة قرون مع الشرق عبر أقنية تراوحت بين أدوات امبريالية من غزاة وديبلوماسيين ورحالة ومستشرقين فلم نجد جدوى من هذا الحوار الذي تميز في كثير من الأوقات بالفوقية أو القهر أو الاستغلال. لذلك آن لنا ان نعطي فرصة لبعض حركات التسامح التي تظهر في الغرب وتتألف من جمعيات غير حكومية أو جماعات تتألف من أناس عاديين كمسيرة المصالحة التي أتت الى الشرق لتنقل صورة الناس الذين يتألمون ويعملون ويحلمون بغد أفضل، ولتكسر قالب الانماط الجامدة المشوهة التي تنقلها وسائل الاعلام الغربية عن الشرق وان أي مسيرة ولو كانت طويلة تبدأ بخطوة. بيروت - هشام شهاب منسق العلاقات العامة في مسيرة المصالحة في لبنان