أقر رئيس الوزراء توني بلير علنا بأن العنف في العراق منذ الغزو الذي تزعمته الولاياتالمتحدة عام 2003 كان بمثابة كارثة . وجاءت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني هذه في مقابلة مع سير ديفيد فروست على قناة الجزيرة الدولية الجديدة. وسارع الحزب الليبرالي الديمقراطي في بريطانيا إلى التعليق على تصريحاته حيث قالوا إن رئيس الوزراء قبل أخيرا مدى ضخامة القرار الذي اتخذه بخوض الحرب في العراق. الا ان متحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء البريطاني أصر على أن آراء بلير تعرضت لسوء فهم. وأدلى بلير بتلك التصريحات حينما تحداه المذيع التلفزيوني البريطاني الشهير ديفيد فروست بأن التدخل الغربي في العراق كان حتى الآن كارثة . ورد بلير نعم ولكن ما أقوله للناس هو ما السبب في أن الأمر بهذه الصعوبة في العراق؟ . الأمر ليس بهذه الصعوبة لخطأ حدث في التخطيط ولكنه صعب لأن هناك استراتيجية متعمدة - من جانب القاعدة والمتمردين السنة من ناحية والعناصر المدعومة إيرانيا إلى جانب الميليشيا الشيعية من الناحية الأخرى - لخلق وضع يتم فيه إحلال إرادة الأغلبية في استقرار السلم محل إرادة الأقلية الساعية للحرب . وجاءت تلك التصريحات بعد أن ترددت مزاعم بأن وزيرة التجارة البريطانية مارغريت باكيت قالت خلال اجتماع لمؤيدين لحزب العمال الذي ينتمي إليه بلير إن حرب العراق كانت الخطأ الكبير لتوني بلير فيما يتعلق بالشؤون الخارجية. وقال زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين سير منزيس كامبل في حديثه الذي نقلته بي بي سي معلقا على المقابلة التي أجراها فروست مع بلير: أخيرا بدأ رئيس الوزراء يقبل مدى ضخامة القرار باتخاذ عمل عسكري ضد العراق مضيفا انه يمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك مع وضوح فشل الاستراتيجية. وإذا كان رئيس الوزراء قد قبل أن الأمر كان كارثة فلاشك أنه من الجدير تقديم اعتذار للبرلمان والشعب البريطاني اللذين تم تقديم منظور خاطئ لهما .الا أن مكتب رئاسة الوزراء أصر على أن بلير لا يقصد أن العنف في العراق كان كارثة. وقالت متحدثة بلسان رئاسة الوزراء لقد كان بلير ببساطة يتجاوب بالرد على سؤال بشكل مهذب قبل أن يمضى لشرح وجهة نظره . واضافت ان إظهار ذلك على أنه نوع من الإقرار بشيء يعد أمرا لا يخلو من زيف . وكان بلير هو أول ضيف في برنامج فروست أوفر ذا وورلد الذي يستضيفه ديفيد فروست على الجزيرة الدولية والتي بدأت بثها الأربعاء. وشدد بليرفي المقابلة على أهمية إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط لكسب الحرب على الإرهاب . وقال إن هذا من شأنه قطع الدعم عن التطرف الإسلامي مضيفا أن تلك المسألة هي الشيء الأكثر أهمية بالنسبة له قبل تركه المنصب. كما قال إن بالإمكان أن تلعب سوريا وإيران دورا بناء في الشرق الأوسط . وقال بلير إنه من السخف التام الاعتقاد بأن فتح حوار مع تلك البلدان يرقى لحد الاسترضاء وهي الكلمة المستخدمة في الغرب لانتقاد طريقة تعامل البلدان الغربية مع ألمانيا النازية قبيل الحرب العالمية الثانية مع فشل محاولات الاسترضاء واستمرار توسيع ألمانيا رقعة الرايخ الثالث في أوروبا. وقال بلير إن إحراز تقدم في الشرق الأوسط سيكون له أهمية رمزية كبرى واضاف إن ذلك سيبعث بإشارة إلى العالم بأسره بأن هذه ليست معركة بين الغربيين أو المسيحيين والمسلمين بل معركة بين كافة من يؤمنون بالتسامح، وبالعيش المشترك في وئام، وبمستقبل غير طائفي، مقابل الذين يريدون التفريق بيننا . وكرر بلير أن القوات البريطانية ستبقى في العراق "طالما كانت الحكومة (العراقية) بحاجة لبقائنا . // انتهى // 1256 ت م