توقعت أمس مصادر أردنية موثوق بها أن يسعى الملك حسين إلى وضع حد للتكهنات ازاء مسألة الخلافة على عرش المملكة، وذلك بعد عودته المرتقبة الثلثاء إثر غياب قسري تجاوز ستة أشهر للعلاج في الولاياتالمتحدة من سرطان العقدة اللمفاوية. وقالت المصادر ل "الحياة" إن الملك حسين، الذي تعافى من مرضه بعد ست جرعات من العلاج الكيماوي وإعادة زراعة نخاعه العظمي، سيتخذ قرارات جذرية تستهدف حسم كل ما تردد وأشيع في دوائر سياسية وإعلامية عن مسألة الخلافة على العرش في المستقبل، وتبديد المخاوف والشكوك التي برزت في الأشهر الأخيرة. وبث التلفزيون الأردني مساء أمس كلمة للملك حسين قال فيها: "لا بد لنا عما قريب من مراجعة شاملة لمسيرتنا الوطنية ومعالجة لكل القضايا والتحديات التي تشغل بالنا أو تعيق مسيرتنا المباركة". وكان العاهل الأردني كشف في رسالة بعثها إلى رئيس مجلس الأعيان في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي أنه سيعود من رحلة علاجه لاتخاذ اجراءات تستهدف طمأنة الأردنيين إلى مستقبلهم في ضوء القلق الشعبي المتزايد ازاء احتمالات غيابه عن الساحة. وجاءت تلك الرسالة بعد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولون في الدولة، أعرب خلالها عن نيته اجراء تغييرات واصلاحات واسعة النطاق لم يكشف طبيعتها. ولم يعرف بعد ما إذا كانت التطمينات الملكية تمس ولاية العهد التي كان الملك حسين أسندها إلى شقيقه الأصغر الأمير الحسن منذ العام 1965. وذكرت "وكالة فرانس برس" أمس، نقلاً عن مصادر سياسية، ان الملك حسين "قد يتخذ قرارات حاسمة حول ولاية العهد في الأسابيع المقبلة". وأكدت الوكالة نقلاً عن المصادر نفسها أن الملك حسين 63 عاماً "قد يعيد فتح ملف ولاية العهد عبر تفعيل مجلس العائلة بشكل خاص، وهو هيئة استشارية نص عليها قانون العائلة المالكة". وقالت المصادر إن "كل الخيارات تبقى مفتوحة"، مشيرة إلى أن الملك حسين "سيتخذ قراراته بسرعة قبل سفره في آذار مارس المقبل إلى مستشفى "مايو كلينيك" في الولاياتالمتحدة لاجراء فحوص طبية روتينية". وقال نائب الملك ولي العهد الأمير الحسن يوم الخميس الماضي إنه يتوقع وينتظر "قرارات كبيرة ومباركة من قائد المسيرة"، لكنه اعتبر ان تلك القرارات ستكون "في مجالات الأرض والمياه والطاقة والزراعة". يشار إلى أن الأمير الحسن يتولى ولاية العهد منذ الأول من نيسان ابريل 1965 بعد استحداث تعديل في الدستور يبيح منذ ذلك التاريخ انتقال السلطة إلى أكبر أبناء الملك أو إلى أحد اخوته، إذا رغب الملك في ذلك. وكان الملك حسين عيّن نجله البكر الأمير عبدالله ولياً للعهد في كانون الثاني يناير 1963، لكن محاولات الاغتيال المتكررة التي استهدفت حياة الملك حسين دفعته إلى تكليف شقيقه الحسن ولاية العهد بمجرد بلوغه سن الرشد، وذلك تحاشياً لوصاية طويلة فيما لو غاب عن الساحة في ذلك الوقت ولم يكن عمر نجله الأكبر قد تجاوز ثلاث سنوات. وسيقام للعاهل الأردني بعد غد الثلثاء استقبال رسمي وشعبي غير مسبوق. كما يتوقع ان يشارك في الاحتفالات بعودته كل من الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وعدد من كبار المسؤولين من أربع دول عربية أخرى على الأقل.