كشف العاهل الأردني الملك حسين في رسالة بعثها أمس أنه سيعود من رحلة علاجه في الولاياتالمتحدة اواخر الشهر المقبل أو مطلع السنة المقبلة لاتخاذ اجراءات تستهدف طمأنة الأردنيين إلى مستقبلهم بعد القلق الشعبي المتزايد ازاء مستقبل المملكة من بعده. وقال الملك حسين في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمة إنه سيعود "وفي النفس أمنية واحدة وهي أن أسهم في إزالة أي احتمال لقلق لدى أي أردني أو أردنية ازاء المستقبل... والعمل على تثبيت البناء المتين على الأسس القوية القائمة بهمة الجميع". وفهم من رسالة الملك أنه سيتخذ قرارات جذرية قد تستهدف حسم كل ما تردد أو اشيع في دوائر سياسية وإعلامية عن مسألة الخلافة على العرش في المستقبل، لتبديد المخاوف والشكوك التي برزت في الأشهر الأخيرة بعد خضوع الملك حسين للعلاج من مرض سرطان الغدد الليمفاوية. وقال العاهل الأردني في الرسالة التي وجهها إلى رئيس مجلس الأعيان السيد زيد الرفاعي إنه باشر العلاج الكيماوي الأخير بمعنوية عالية، وان العلاج "سيستمر مدة خمسة أيام يتم خلالها القضاء على الاصابة في النخاع العظمي وأية بؤر للمرض، تليها ثلاثة أيام لتجاوز آثار العلاج والراحة، ثم وبمشيئته تعالى تعاد إليّ خلايا النخاع العظمي التي تم حصادها مني مؤخراً كما أخذت وعن طريق الدم لتصل إلى النخاع حيث تستقر". وأوضح أنه سيلي ذلك فترة نقاهة "لإستعادة الحد الأدنى المطلوب من المناعة التي يقضي عليها بالكامل مع النخاع العظمي... وتتجدد بإذنه تعالى مع زراعة وثبات الخلايا الجديدة". وأوضح أنه سيضطر بعد ذلك إلى الراحة وعدم الحركة خارج المنطقة التي يتم فيها العلاج، وأنه لن يتمكن من استقبال أحد بسبب فقدان المناعة خلال هذه الفترة. وأضاف انه بمجرد الانتهاء من هذا كله "سنباشر رحلتنا إلى الوطن الغالي، ونقدر ان يتم ذلك بإذن الله حوالى آخر شهر كانون الأول ديسمبر أو مع بدايات العام الجديد". وتابع العاهل الأردني أنه تأخر في الرد على رسالة مجلس الأمة قبل أيام، وتمنى فيها شفاء الملك "حتى أضمّن الاجابة آخر الأخبار والمعلومات التي لدينا ولأطمئن الأهل والاخوة وممثليهم الكرام أعضاء مجلس الأمة الموقر إلى ان حسينهم قد دخل المرحلة الأخيرة من العلاج وفي قلبه وضميره وعقله ووجدانه الله جلّ جلاله ثم الوطن الذي كبر مع التجارب ومجابهة الانواء، موطن الديموقراطية والحرية المسؤولة والشعب الواحد من شتى الاصول والمنابت... قلب وطنه الكبير النابض وضميره الحي". وتأتي رسالة العاهل الأردني هذه بعد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة ووفود برلمانية ونقابية، أعرب خلالها عن نيته اجراء تغييرات واصلاحات واسعة النطاق لم يكشف طبيعتها. وكان الملك حسين منح نائبه وولي عهده الأمير الحسن صلاحيات العرش وأوكل إليه مهمات تصريف أمور الدولة في غيابه. وليس معروفاً بعد هل التطمينات الملكية للأردنيين إلى مستقبلهم تمسّ الوضع القائم