اتهمت المعارضة الاثيوبية ومنظمة رعاية المعتقلين الاثيوبيين التي تتخذ من برلين مقراً الحكومة السودانية بإلقاء القبض على العشرات من اللاجئين الاثيوبيين في السودان. وكشفت صحيفة "طوبيا" المستقلة الصادرة في أديس ابابا أمس أن الحكومة السودانية احتجزت عشرات من السياسيين المعروفين بعدائهم للنظام الحاكم في اثيوبيا وعلى رأسهم الجنرال هيلي ملس. وناشدت المعارضة الاثيوبية المنظمات وهيئات حقوق الإنسان للضغط على الخرطوم حتى لا تسلمهم إلى اثيوبيا. ويعتقد ديبلوماسيون في أديس ابابا ان تحسن العلاقات بين الخرطوموأديس ابابا أخيراً يمثل نكسة لقوى المعارضة السودانية والاثيوبية بعد أن توصل البلدان إلى تجاوز الخلافات التي كانت قائمة بينهما إثر تداعيات محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس ابابا العام 1995. يذكر أن السلطات الاثيوبية بادرت بتنفيذ الاتفاق وأغلقت مكاتب "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق في منطقة غامبيلا الواقعة على الحدود الاثيوبية - السودانية الاسبوع الماضي. انان من جهة أخرى، دان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في تقرير نقلته وسائل الاعلام الاريترية أمس السلطات الاثيوبية لطردها 30 من الموظفين الاريتريين في الأممالمتحدة. واعتبر أنان هذا العمل منافياً للقوانين الدولية. وأوضح ان الأممالمتحدة ستتحرى الموضوع مع السلطات الاثيوبية المعنية. يذكر ان عملية إبعاد المواطنين الاريتريين والاثيوبيين في البلدين شملت موظفين من السفارات الأجنبية والمنظمات الاقليمية والدولية منذ نشوب الأزمة الحدودية بين البلدين في حزيران يونيو الماضي. ويطالب معظم الصحف الاثيوبية المستقلة الحكومة الاثيوبية باتخاذ الاجراء المناسب ضد الحكومة الاريترية لاسترداد أراض اثيوبية تعتبر انها احتلت بقوة السلاح. ورأت ان اجتماعات وغادوغو التي ستعقد على مستوى القمة غداً لن تتكلل بنجاح وأن خيار القوة سيكون الحل الوحيد لحسم المعركة. في غضون ذلك، وضمن الجهود الافريقية لاحتواء الأزمة الحدودية بين أديس ابابا وأسمرا، ذكرت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي في بيان أصدرته أمس ان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ووزير خارجيته سيوم مسفن توجها إلى عاصمة بوركينا فاسو للمشاركة في اجتماع لجنة الوساطة الافريقية في النزاع الاثيوبي - الاريتري التي ستبدأ أعمالها غداً على مستوى رؤساء الدول.