نشطت التحركات الديبلوماسية امس في النزاع الحدودي الاريتري - الاثيوبي فعرضت اريتريا اقتراحات تتضمن 7 بنود لحل النزاع امام وفد القمة الافريقية، في حين تستعد اثيوبيا لارسال وفد وزاري الى دول اوروبية لكسب تأييدها في الازمة الحدودية الجارية. وصرحت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي امس ان الوفد الاثيوبي يضم وزير الخارجية سيوم مسفن ووزير المواصلات والنقل الدكتور عبدالمجيد حسين ووزير الاقتصاد جيرما برو سيغادرون الى كل من فرنسا وايطاليا وبريطانيا والمانيا وبعض الدول الاسكندنافية مطلع الاسبوع المقبل لاطلاع رؤساء تلك الدول على تطورات الازمة الحدودية. وكانت اريتريا ارسلت وفداً وزارياً الى تلك الدول الاسبوع الماضي للاسباب نفسها. من جهة اخرى علمت "الحياة" ان هولندا تحاول ان تتوسط بين اريتريا واثيوبيا لتقريب وجهات النظر بينهما. وغادر وفد هولندي الى اسمرا الاسبوع الماضي واجرى محادثات مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي كما زار الوفد اديس ابابا حيث التقى رئيس الوزراء ملس زيناوي، ولم تتوافر اي معلومات عن نتائج تلك الوساطة. الى ذلك، اصدرت وزارة الخارجية الاثيوبية امس بياناً اكدت فيه رغبتها في حل الازمة الحدودية بالطرق السلمية. وأضاف البيان ان قبول اثيوبيا للمبادرة الرواندية - الاميركية من دون اي شروط او قيود مسبقة دليل واضح على حسن النيات الاثيوبية لحل الازمة القائمة بينهما سلما، و"على الحكومة الاريترية والمجتمع الدولي ان يعرفا هذه الحقيقة". وان "تعاون اثيوبيا مع الوسطاء وقبول كل شروطهم دليل آخر لتجنيب الشعب الاثيوبي ويلات الحرب والدمار". وقال البيان الى ان "موقف اريتريا كان سلبياً منذ بداية الازمة، برفضها التعاون مع الوسطاء الذين يعتبرون اصدقاء للبلدين، لكن رفض اريتريا تلك المبادرات، دليلاً على احتلالها غير الشرعي، وعدم وجود اي مبرر لسشطوها على الأراضي الاثيوبية". وأشار البيان الى رفض اريتريا ما توصل اليه القادة الافارقة في اجتماعاتهم الاخيرة في وغادوغو بمطالبة كل من البلدين احتواء الازمة سلماً والتزام المبادرة الاميركية - الرواندية. وأضاف "ان اريتريا، للمرة الثانية، اكدت انها لا تريد الحل السلمي، وعملت على فبركة مواضيع لا اساس لها من الصحة للتشويش على مجلس الأمن وعلى كل متتبع للخلافات الحدودية" بين أديس أبابا وأسمرا. وكرر البيان قبول اثيوبيا نداءات مجلس الامن من دون وضع اي شروط مسبقة … وعلى المجتمع الدولي ومجلس الامن الضغط على الحكومة الاريترية واجبارها على قبول المبادرة الافريقية وسحب قواتها من الاراضي الاثيوبية التي احتلها بالقوة. "لجنة تقصي الحقائق" وفي اطار جهود منظمة الوحدة الافريقية لحل النزاع استقبل افورقي امس وفد "لجنة التقصي عن الحقائق" الذي يضم سفراء بوركينا فاسو ورواندا وزيمبابوي وحيبوتي في اديس ابابا. وقال مصدر قريب من الاجتماعات ل "الحياة" ان اللقاء كان بمثابة جلسة استماع شرح خلالها المسؤولين الاريتريين وجهة نظرهم إزاء النزاع. الى ذلك، علمت "الحياة" ان الحكومة الاريترية عرضت امام وفد السفراء وثيقة تتضمن اقتراحات لحل النزاع الراهن. وتضمنت الوثيقة، التي حصلت "الحياة" على نسخة منها، مبادئ داعمة للحل السلمي من سبعة بنود أبرزها "احترام الحدود الاستعمارية وعدم انتهاكها واحترام ميثاق منظمة الوحدة الافريقية الذي يؤكد هذه الحدود، وكذلك احترام ميثاق الاممالمتحدة والتزام عدم استخدام القوة لفرض اي حل، والتقيد بالطرق السلمية والقانونية والاستعداد لوقف كل الاعمال العدوانية الى جانب الدخول في مفاوضات مباشرة من دون أدنى شروط مسبقة". وأكدت الاقتراحات ان الحكومة الاريترية تلتزم بصرامة المعاهدات الاستعمارية التي تحدد حدودها، وان هذه المعاهدات "كانت محترمة من نظام هيلاسلاسي ونظام منغيستو هايلي مريام". وأكدت اثيوبيا للحدود الحالية بدليل الخريطة التي رسمتها لإقليم التيغراي والخريطة الاثيوبية المطبوعة على العملة الجديدة. وأشارت الى "ان اثيوبيا لم تقدم حتى الآن مطالبة رسمية توضح مناطق النزاع". وشددت على ضرورة تحديد مناطق النزاع "لأن التركيز على قضايا ثانوية يقود الى تعقيدات وتأخير لحل الأزمة". وأكدت الحكومة الاريترية أنه ما لم يتم التركيز على المسائل الأساسية في هذا النزاع فإن السلام لن يتحقق. ويواصل وفد السفراء الأفارقة لجنة التقصي عن الحقائق لقاءاته مع المسؤولين الاريتريين.