أكدت أثيوبيا أمس انها لن تقبل مبادرات سلام جديدة لحل نزاعها مع اريتريا مكتفية بالمبادرة الأميركية - الرواندية التي اعتبرتها أسمرا "ميتة". وبدأ فريق مؤلف من سفراء دول افريقية كلفتها القمة الافريقية الأخيرة الوساطة بين البلدين الجارين اتصالات في العاصمتين لمتابعة الجهود الافريقية في هذا المجال. وقالت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي أمس ان أديس أبابا "لا يمكن أن تقبل مبادرات سلام جديدة غير المبادرة الحالية". ورأت أن الحكومة الاريترية "مستعدة لقبول أي شيء سوى سحب قواتها" من مناطق احتلتها. وقضت المبادرة الأميركية بضرورة تحقيق ذلك الانسحاب. وقالت ان قرار مجلس الأمن الرقم 1177 المتعلق بالنزاع "يشمل انسحاب القوات الاريترية في الأراضي الاثيوبية المحتلة". وأوضحت في تعليق على ترحيب البلدين المتنازعين بالقرار ان الرئيس الاريتري أساياس أفورقي "وافق باستمرار" على القرارات الا أنه "لم تتبع ذلك أي أفعال". وأكدت تاديسي أن نحو 10 آلاف اثيوبي تطوعوا للقتال في العاصمة وأن خمسة آلاف منهم استوفوا الشروط الصحية المطلوبة. وأضافت ان هؤلاء سيخضعون لتدريبات. وأضافت ان حكومتها "لم تحدد موعداً لحل الأزمة الحدودية. وهذا ليس خدمة لأفورقي ولكن لأن اثيوبيا لن تستفيد من الحرب، لكنها مجبرة إذا لزم الأمر أن تحسم الخلافات بالقوة". وأشارت الى أن الخسائر المادية للجانب الاثيوبي في القتال "لم تؤثر على الموازنة العامة". الى ذلك وصل وفد من سفراء بوركينا فاسو وجيبوتي ورواندا وزيمبابوي من أديس أبابا أمس الى أسمرا للقاء مسؤولين اريتريين. وقال مصدر ديبلوماسي افريقي ان الوفد الافريقي سيواصل جهود الوساطة التي بدأها رؤساء هذه الدول. ويضم الوفد الافريقي أيضاً ستة خبراء في حل النزاعات من منظمة الوحدة الافريقية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاريترية ان مهمة الوفد "محصورة في استمرار جهود المنظمة الافريقية الرامية الى ايجاد حل سلمي للنزاع. ورحب المصدر بزيارة الوفد وأكد ان بلاده ستقدم كل عون ومساعدة ممكنة لتسهيل مهمته. وأضاف "نعول كثيراً على جهود المنظمة الافريقية لأنها مسؤولة بشكل مباشر عن ايجاد حل لهذا النزاع ما دام البلدان عضوين فيها". واعتبر ان حل النزاع "من صميم مواثيق المنظمة التي تؤكد ضرورة الحفاظ على الحدود الاستعمارية الموروثة". وأكد المصدر الاريتري ان بلاده "ملتزمة الحل السلمي، وأبدت كثيراً من الايجابية" في هذا الشأن منذ اندلاع النزاع". في مسقط تلقى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان رسالة خطية من الرئيس الاريتري تناولت العلاقات الثنائية وشرح وجهة النظر الاريترية في النزاع مع اثيوبيا. وتسلم الرسالة السيد ثويني بن شهاب آل سعيد الممثل الخاص للسلطان قابوس خلال استقباله أمس وزير الحكومات المحلية الاريتري محمود احمد محمود الذي يقوم بجولة في المنطقة. على صعيد آخر نقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصادر مطلعة في أديس أبابا أن الحكومتين الاثيوبية والسودانية اتفقتا على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما وتجاوز خلافاتهما. وقالت المصادر ان اتصالات مهمة جرت بين الخرطوموأديس أبابا أسفرت عن نتائج ايجابية. وتوقعت حدوث "تغييرات كثيرة ومهمة في علاقات البلدين" التي شهدت فتوراً وتوتراً منذ محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في حزيران يونيو 1995 في العاصمة الاثيوبية. وقالت المصادر ان الخرطوموأديس أبابا اتفقتا على تنشيط لجان التعاون المشترك بين الجانبين وحددا آلية دائمة لمعالجة الخلافات التي تطرأ بينهما من حين لآخر. وأوضحت ان مندوب السودان الدائم لدى الاممالمتحدة منسق العلاقات السودانية - الاثيوبية اللواء الفاتح عروة زار أديس أبابا سراً في الأيام الماضية. وقالت ان عروة وهو طيار وضابط سابق في جهاز الأمن السوداني في عهد الرئيس السابق جعفر نميري قاد بنفسه طائرة حربية اثيوبية من طراز "سيسنا" فر بها طيار اثيوبي الى السودان في منتصف نيسان ابريل الماضى. وأوضحت المصادر ان زيارة عروة هي الرابعة لأديس أبابا خلال عام ونصف العام.